سور حديدى يقسم قرية «العرابة» بسوهاج.. والأهالى: تسبب فى عزلتنا
السور الحديدى الذى يقسم قرية «العرابة»
سور حديدى أنشئ حديثاً حول الساحة الكائنة أمام معبد أبيدوس بقرية «عرابة أبيدوس» جنوب سوهاج، شطر القرية إلى نصفين وعزل سكانها ما بين الشمال والجنوب، كما منعهم من المرور عبر المنطقة البحرية التى تمتد بطول 40 متراً، ليصبح السكان مجبرين على قطع ما يقارب الكيلومتر حول السور الحديدى لقضاء مصالحهم فى الجهة الجنوبية للساحة التى تتركز فيها جميع الخدمات من مدارس ومستشفى ومكتب بريد وشئون اجتماعية.
اعتراض أهالى القرية على إنشاء السور الذى تسبب فى عزلتهم لم يمنع مسئولى الآثار من استكمال أعمال الإنشاء، حتى إنهم قاربوا على الانتهاء من السور، متجاهلين احتجاجات الأهالى، وهو ما أكده الشيخ محمد عبدالرحمن، إمام وخطيب مسجد بالقرية، مشيراً إلى أن السور سيتسبب فى معاناة كبيرة للأهالى، خاصة الأطفال الذين يذهبون للمدارس، مضيفاً: «كان هناك طريق يمر أمام المعبد وتم الاتفاق على إلغائه، ووافق الأهالى لخدمة حركة السياحة وعدم مضايقة السياح أثناء عبورهم، وتم الاتفاق مع المسئولين على إنشاء ممر بدلاً من الطريق، لكن عندما تم إنشاء مشروع السور اكتشفنا أنه تم إلغاء الممشى وغلق المنطقة بالكامل». وأوضح أن طول السور من الجهة البحرية 500 متر ومن الجهة الجنوبية أيضاً 500 متر، وبالتالى أصبح سكان القرية مجبرين على قطع مسافة 2 كيلومتر ذهاباً وإياباً للمنطقة الجنوبية للقرية التى تتركز فيها جميع المصالح الحكومية والمدارس.
مدير «رى البلينا»: إنشاء السور يعتبر إهداراً للمال العام
«مطلب الأهالى هو ممشى يكون عرضه متراً واحداً يمر داخل السور الحديدى، وعدم الاستجابة لهذا المطلب سيضطر تلاميذ المدارس إلى قطع مسافة 2 كيلو يومياً ذهاباً وإياباً إلى مدارسهم، فى حين أن الممشى لا يتعدى 40 متراً فقط»، قالها عبدالرحمن مناشداً المسئولين الموافقة على هذا الاقتراح، لافتاً إلى أن كبار السن والأرامل يذهبون إلى الشئون الاجتماعية ومكتب البريد لصرف المعاشات وأن قطعهم تلك المسافة سيتسبب لهم فى مشاكل صحية نظراً لعدم توافر وسائل مواصلات داخل القرية.
وأشار إلى أن ساحة المعبد تمر بها مواسير تابعة للرى لنقل المياه للأراضى الزراعية الواقعة فى الجهة البحرية للمعبد، وأن إغلاقها بسور قد يتسبب فى كارثة حال حدوث تسرب للمياه، لصعوبة دخول أية معدات للتعامل مع أى طارئ قد يتسبب فى غرق المعبد، مؤكداً أن «رى البلينا» رفضت غلق السور بشكل نهائى ورفع مدير الرى مذكرة للمسئولين حذر فيها من غلق السور بشكل كامل لتسهيل انتقال معدات الرى للمنطقة للتعامل مع أى طارئ قد يحدث فى شبكة المواسير.
من جهته قال المهندس عمر سيف النصر، مدير رى منطقة البلينا، إن «الرى سمحت للآثار بوضع بلاط بدون أسمنت فوق الترعة المغطاة المارة بساحة المعبد، لكى يتم التعامل مع أى طارئ يحدث، لكن فوجئنا بخطاب من الآثار يبلغنا بأن الأمن يطلب غلق المنطقة بالكامل بسور بحيث تكون الترعة المغطاة داخله، وتم رفض طلب الآثار وإرسال مذكرة بالواقعة تضمنت أنه فى حالة إنشاء السور لن تتمكن معدات الرى من المرور لإصلاح كسور أو أعطال فى المواسير، وهو ما يُعتبر إهداراً للمال العام.