اقتراحات «الخمسين»: دستور.. و«شو إعلامى» أحياناً
تجنيد المكفوفين فى القوات المسلحة، إجراء صيانة دورية لمواد الدستور، منع تولى رئيس الجمهورية أى منصب عام بعد انتهاء مدته.. مقترحات تحمل قدراً كبيراً من الغرابة تم طرحها فى لجنة الخمسين لصياغة الدستور، تسببت فى اتهام أصحابها بعدم الجدية، ومحاولة إضاعة الوقت، فى أمور لن تأخذ حيزاً من الدستور. تأدية المكفوفين للخدمة العسكرية ومنع شغل أى رئيس سابق من العمل العام اقتراحان تقدم بهما الشاعر الدكتور صلاح عبدالله، ممثل المعوقين بلجنة الخمسين، وقال حسين عبدالرازق، القيادى بحزب التجمع، عضو لجنة الخمسين، مدافعاً عن مقترح «عبدالله»: «هو شخص كفيف، أراد أن يقول إن بعض الإعاقات لا تحول بين تجنيد صاحبها فى الجيش، مثل الالتحاق ببعض الأجهزة المعاونة فى الجيش، البعيدة بالتأكيد عن ميادين القتال، وهى فكرة تعكس رغبة فى تأدية الخدمة العسكرية فى حدود الإمكانيات».
لا يوجد قيد على العضو فى طرح أى فكرة، طالما أن بها قدراً من المعقولية، وفى النهاية يترك الأمر للجنة التى تُعرض عليها، فلها وحدها الحق فى قبول الفكرة أو رفضها، وفقاً لكلام «عبدالرازق»، مؤكداً أننا لو بحثنا فى كل مقترح من السابق الإشارة إليه على حدة، نجد أن وراءه فكرة اقتنع صاحبها بها، رافضاً اتهام بعض المقترحات بأنها مضيعة للوقت، خاصةً أن عرضها لا يأخذ أكثر من دقائق، أو أنها لـ«الشو الإعلامى»، لأن اللجان لا تستقبل الصحفيين أو أى أجهزة إعلامية. الاقتراح بإجراء «صيانة دورية لنصوص الدستور» الذى تقدم به المهندس أسامة شوقى، رآه الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، غريباً لكنه يرى أنه انطلق من رغبة كافة أعضاء اللجنة فى أن يكون الدستور صالحاً لكل زمان ومكان، ولا يخدم فصيلاً سياسياً بعينه مثل الدستور السابق، وقال: «بعض الأطروحات بلا شك يمكن اعتبارها مضيعة للوقت، مثل (تجنيد المكفوفين)، فهو أمر ليس له وجود فى كل دساتير العالم»، مشيراً إلى أن هناك شروطاً معينة يجب توافرها فى الأطروحات التى تعرض فى اللجنة، وذلك لمنع الشطط، وعلى كل عضو ألا يقترح أشياء غير عقلانية، لمجرد «الشو الإعلامى»، حتى لا يتسبب ذلك فى ضياع الوقت.