الجامعات الحكومية: التوسّع فى نظام «الكتاب الإلكترونى» العام المقبل
«عبدالغفار» خلال ترؤسه اجتماعاً سابقاً لـ«الأعلى للجامعات» «صورة أرشيفية»
أعلن عدد من رؤساء الجامعات الحكومية عن بدء التوسّع فى نظام «الكتاب الإلكترونى»، ليحل بدلاً من الكتاب الورقى من العام المقبل، فى عدد من الأقسام بالكليات، خصوصاً أنه أصبح ضرورة حتمية، فى عصر تكنولوجيا المعلومات، وتعامل الطلاب بشكل مستمر مع الإنترنت، سواء من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف.
وقال الدكتور عبدالوهاب عزت، رئيس جامعة عين شمس، إن نظام المقرر الإلكترونى فى صورته المعروفة «الكتاب الإلكترونى»، يعد بمثابة خطوة جيّدة لإصلاح حال التعليم الجامعى، وحل العديد من المشاكل التى تواجهه، والتى من بينها القضاء على ظاهرة الغش، وكذلك توفير التكلفة الكبيرة لطباعة الكتاب الورقى، منوهاً بأن الكتاب الإلكترونى يعمل على تشجيع الطالب على البحث والاطلاع بتوسّع، بخلاف المقررات المكتوبة التى تعتمد على الحفظ، حيث يتم إتاحة المادة العلمية إلكترونياً، بما يمكّن الطالب من الاطلاع عليها عبر هاتفه المحمول، أو أى جهاز إلكترونى آخر.
وأضاف «عزت» لـ«الوطن» أن الجامعة حوّلت العام الماضى، جميع مناهج التعليم المفتوح فى صورته التعليم «المدمج»، إلى مقررات إلكترونية، مشيراً إلى أن هناك خطة يتم تجهيزها لتعميم فكرة الكتاب الإلكترونى على عدد من المقررات الدراسية فى بعض الأقسام بالكليات، بداية من العام المقبل، وذلك ضمن الخطة الممنهجة من مجلس إدارة الجامعة، لتحديث العملية التعليمية التى تعمل على إنتاج خريج يتماشى مع متطلبات سوق العمل العالمية.
«أبوالمجد»: التجربة نجحت فى «المنيا» بعد تطبيقها على 90 مقرراً دراسياً بمختلف الكليات عملية ونظرية.. و«عزيز»: سوهاج غير مهيأة حالياً لتعميم الفكرة
ومن جهته، قال الدكتور جمال أبوالمجد، رئيس جامعة المنيا، إن الجامعة بصدد تعميم فكرة الكتاب الإلكترونى على جميع المقررات الدراسية بالجامعة، لافتاً إلى أن التجربة نجحت حتى الآن بعد أن تم تطبيقها على 90 مقرراً دراسياً بمختلف الكليات، سواء كانت عملية أو نظرية.
واعتبر «أبوالمجد» أن «نظام التعليم الإلكترونى نواة حقيقية لإصلاح حال التعليم الجامعى فى مصر، خصوصاً أنه يعمل على تشجيع الطلاب بشتى تخصّصاتهم على البحث والاطلاع والفهم الجيد للمعلومات الدراسية، وليس على طريقة الحفظ والتلقين المتبعة فى الأنظمة القديمة، كما أن هذا النظام سيُحقّق للطلاب فرصاً حقيقية فى تنمية قدراتهم العلمية والذهنية والعملية التى تؤهلهم لمتطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى أنه سيقضى على الكثير من المشكلات التى تتعلق بالكتاب الورقى، بالإضافة إلى أنه سيكون أولى الخطوات التى ستقضى على ظاهرة الغش بشتى أنواعه».
من جهته، أعلن الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بنى سويف، عن أنه «سيتم بدء تطبيق وإصدار الكتاب الإلكترونى من العام المقبل بالجامعة، على أن يضمن حق التأليف لعضو هيئة التدريس، وبما يقضى على أى قصور خاص بالكتاب الجامعى، خصوصاً أن العالم بدأ تطبيق هذه الفكرة منذ سنوات بعيدة، كما أن فكرة المقررات الإلكترونية تعد بمثابة نقلة نوعية تماماً للتعليم الجامعى».
وأضاف «حسن» أن «الجامعة تسعى دائماً لإخراج مستوى متميز من الخريجين يتماشى مع متطلبات سوق العمل، وفكرة تطبيق المقرر الإلكترونى، ستصاحبها أيضاً فكرة تطبيق التصحيح الإلكترونى، بديلاً عن التصحيح اليدوى، وبما يضمن حقوق الطالب كاملة ونتيجته بكل شفافية وحيادية، وذلك ابتداءً من العام الدراسى المقبل 2018/ 2019».
فيما قال الدكتور محمد حسن القناوى، رئيس جامعة المنصورة، إن «الجامعة قامت بتطبيق فكرة الكتاب الإلكترونى منذ عام 2011 بكلية التجارة (النظام العربى)، وبعد نجاح الفكرة تم تطبيقها فى عدد من كليات الجامعة فى بعض التخصّصات من خلال وحدة للتعليم الإلكترونى، تعمل على تحويل المقررات الدراسية الورقية إلى إلكترونية»، موضحاً أن الوحدة تعمل على تطبيق معايير المجلس الأعلى للجامعات، وتقديم المحتوى بأشكال مختلفة، ويجرى حالياً إعداد دراسة لتطبيق وتعميم الفكرة على جميع المقررات بالكليات».
من جهة أخرى، قال الدكتور أحمد عزيز، رئيس جامعة سوهاج، إن «الجامعة غير مهيأة فى الوقت الحالى لتعميم فكرة المقرر الإلكترونى للمناهج الدراسية، بسبب ضعف الإمكانيات المادية الضخمة التى يحتاجها تطبيق هذا النظام، غير أن الجامعة تسعى فى الفترة المقبلة لتنفيذ المقرر الإلكترونى لبعض المقررات الدراسية، بدءاً من العام المقبل».
وقال الدكتور معوض الخولى، رئيس جامعة المنوفية، إن الجامعة بدأت بالفعل فى تطبيق هذا النظام على مادة «حقوق الإنسان» المقررة على جميع الطلاب، مشيراً إلى أن هناك «خطة لدعم جميع الأقسام فى الكليات بهذه الفكرة، بخلاف التعليم المدمج المطبق من العام الماضى».
من جانبهم، أبدى عدد من رؤساء اتحادات الطلاب على مستوى الجامعات آراءهم فى قضية «التعليم الإلكترونى»، وقال عمرو البوصيلى، رئيس اتحاد طلاب جامعة المنصورة، إن تنفيذ فكرة الكتاب الإلكترونى مهمة بالنسبة للشباب، خصوصاً أنها تناسب التطورات التكنولوجية الموجودة حالياً، واهتماماتهم، مشيراً إلى أنه يجب ربط المؤسسة التعليمية بالتكنولوجيا، خصوصاً أن هناك العديد من الطلاب يخشون من أنه فى حالة الانتهاء من الكتاب الإلكترونى، سيضم المحتوى «الحشو المنهجى» نفسه الموجود فى الكتب الورقية، منوهاً بأن التكنولوجيا ليست تحويل الورقى إلى إلكترونى فقط، بل يجب أن يمر المنهج الدراسى أيضاً بمرحلة «فلترة وترشيح».
ورأى «البوصيلى» أنه «يجب أن يكون تطور العملية التعليمية شاملاً متكاملاً، بحيث لا يقتصر الأمر على تطور الشكل فقط، بل يتطور المضمون أيضاً، كما لا يجب إلغاء المناهج الورقية فى بدء ظهور الكتاب الإلكترونى، بحيث يتوافر الاثنان معاً، وذلك لعدم توافر أجهزة المحمول وأجهزة الحاسوب المتطورة لدى بعض الطلبة».