أهل «بدهل» عشاق النباتات الطبية والعطرية «زراعة وتجفيف وتصدير»
80 يوماً كاملاً ينتظر بها المزارعون حصاد النباتات العطرية والطبية
فى قرية «بدهل»، التابعة لمركز سمسطا، يتركز النشاط الأول لسكان هذه القرية فى زراعة النباتات الطبية والعطرية ثم تصديرها إلى الخارج، بعد أن تمر بمراحل ما قبل التصنيع كاملة من التجفيف الطبيعى والصناعى، وانتهاءً بالتجهيز.
وحول المرحلة الأولى يتحدث «شريف محمد»، المزارع الذى يبلغ من العمر 51 عاماً، كان جالساً مع مجموعة أخرى من المزارعين بجوار أرضه، يقول إنه يزرع النباتات الطبية منذ أن تعلم الفلاحة فى صغره، وهى أنواع كثيرة، منها البقدونس والكزبرة والشبت والشيح، وهذه أنواع شتوية.
تبدأ زراعة النباتات الشتوية، حسب «شريف»، فى شهر سبتمبر، وتتراوح نسبة البذور التى تكفى لفدان واحد ما بين 50 إلى 60 كيلو حبوب، وعن الفترة التى يمكث بها النبات فى الأرض حتى يتم حصاده للمرة الأولى، قال «شريف» إنها تصل إلى 80 يوماً، ثم يتم حصادها بعد ذلك شهرياً حتى بداية شهر مايو، ثم تترك بالأرض بعدها نحو 70 يوماً حتى تتحول النبتة إلى «تقاوى» يتم حصادها ودرسها بعد ذلك مثل القمح حتى تصلح للزراعة مرة أخرى، مشيراً إلى أن الفدان يخرج ما بين 8 و10 قناطير فى الزرعة الواحدة. مشكلات كثيرة تقابل «أشرف» فى مرحلة زراعة النباتات الطبية، كان على رأسها انخفاض سعر بيعها كل عام عن العام السابق له، فبعد أن كان سعر طن البقدونس من هذه النباتات العام الماضى يصل إلى ألف جنيه، أصبح هذا العام يساوى 300 جنيه فقط، ما زاد من أعبائه فضلاً عن غير ذلك من المشكلات، يعبر عنها قائلاً: «الكيماوى بقينا نجيبه كله سوق سودا، لأن الجمعية مبتديناش غير شيكارتين بس على الفدان، فى الوقت اللى الفدان بيحتاج فيه 24 شيكارة، وبنضطر نشتريها بضعف تمنها من برة».
بعد زراعة المحصول وحصاده تنتقل هذه النباتات إلى مرحلة ثانية، تتمثل فى التجفيف، والذى ينقسم بدوره إلى نوعين، الأول منهما تجفيف طبيعى، يتحدث عنه السبعينى سيد محمود، مهندس زراعى سابقاً، ويعمل فى النباتات الطبية من خلال شراء المحاصيل خضراء ومن ثم تجفيفها وبيعها لمصانع التجهيز بعد ذلك، قائلاً: «بعد ما نشترى المحصول من الفلاح بنجففه، وأنا بستخدم طريقة التجفيف الطبيعية، ودى بتكون من خلال الشمس، بناخد المحصول نفرده فى الجبل حوالى 3 أيام وبعد كده نروح نلمه ويتفرك على غرابيل ونعبيه فى أشولة، أما الطريقة الثانية من التجفيف فسُميت «التجفيف الصناعى»، يتحدث عنها الثلاثينى محمد فوزى، صاحب مصنع تجفيف بالقرية، وتبدأ مرحلته أيضاً بعد حصاد المحصول، إلا أن طريقته لا تأخذ وقتاً طويلاً مثل طريقة التجفيف الطبيعى، لأنها تكون من خلال ماكينات مجهزة لذلك، وتعمل بالسولار والكهرباء، عبارة عن قوالب حديدية كبيرة، يلقى بها المحصول طرحة بعد أخرى، لتأخذ الطرحة الواحدة نحو 4 ساعات فقط، حسب ما قال «فوزى»، يخرج بعدها النبات جافاً بصورة كاملة، ليدخل بعد ذلك فى ماكينة أخرى لفركه، فهو أيضاً لا يفرك يدوياً على غرابيل كما يتم فى الطريقة الطبيعية، ويكون بعدها جاهزاً للمرحلة التالية، يقول «فوزى»: «التجفيف الصناعى بيكون أفضل بكتير من التجفيف الطبيعى، لأنه بيكون اسمه تجفيف خالى من البكتريا، وبيكون خالى تماماً من الحشرات واللون بتاعه بيكون على طبيعته، بعد التجفيف بطريقتيه تنتقل النباتات إلى مرحلة أخرى هى الأخيرة فى القرية، وتسمى بمرحلة التجهيز، يحكى عنها الأربعينى سامى عشرى، صاحب واحد من مصانع تجهيز النباتات الطبية والعطرية فى القرية، ويعمل فى هذا المجال منذ الصغر، حيث يبدأ عمله بعدما يتم تجفيف المحصول، سواء كان تجفيفاً طبيعياً أو صناعياً، فيأتى إليه المنتج الخام، ويبدأ هو فى عملية تجهيزه من خلال المكن الموجود فى مصنعه، حيث تمر النباتات من خلال ثلاث ماكينات، الأولى منها يدخل إليها خام النبات، وتسمى «الهزاز»، ومهمتها فصل التراب عن النبات، وفصل الناعم فى ناحية والخشن فى ناحية أخرى، فيعود الخشن إلى «المجرشة» مرة أخرى لتنعيمه، بينما يدخل النبات الناعم للمرحلة التالية فى ماكينة أخرى، تكون مهمتها فصل النبات عن أى طينة فيه أو خشب وعصى صغيرة من بواقى الأرض الزراعية، ثم تنتقل بعد ذلك إلى المرحلة الثالثة والأخيرة، وهى مرحلة فصل أكثر دقة، ويخرج منها النبات مفصولاً عن الشوائب العالقة به بمستويات، يتم تحديدها حسب رغبة التاجر، حسب قول «سامى».