«الزينة الورق» فى خبر كان: لا «التجار» شافوها.. ولا «فى الحوارى» علقوها
تعليق الزينة الورقية طقس اختفى من المناطق الشعبية
الرواج الذى تشهده الأسواق المختلفة استعداداً لشهر رمضان يقابله ركود فى منطقة الفجالة، وتحديداً لدى تجار الزينة الورقية، التى كانت تلقى إقبالاً من المواطنين، خاصة فى المناطق الشعبية على مدار سنوات طويلة مضت، ما دفع التجار لاستبعادها، وبيع أنواع أخرى من الزينة مثل الخيامية والبلاستيكية التى تحمل رسوماً كارتونية لمجاراة السوق.
«الحال اتغير»، كلمة عبر بها محمد خالد عن حزنه، وهو يتذكر حاله فى الموسم الرمضانى بالأعوام الماضية: «فاضل 24 يوم على رمضان ومفيش حد بيشترى.. الناس كانت بتحب الزينة الورق اللى كلنا إتربينا عليها، لكن دلوقتى الخيامية هى اللى شغالة وطبعاً دى سوقها فى الأزهر أرخص وأوفر».
التجار: «اضطرينا نغير النشاط ونبيع خيامية وبوجى وطمطم ومحمد صلاح».. والأهالى: «الناس كانت بتجتمع وتعملها بإيديها.. دلوقتى محدش فاضى»
لم يعتَد تجار الفجالة على البيع القطاعى، وهو الحال الذى فرض نفسه على جمال حسين، أحد أقدم التجار هناك، حيث قرر توسعة نشاطه، وبيع بضائع أخرى ليعوض خسائره: «زى اليومين دول السنة اللى فاتت مكانش حد يقدر يحط رجله فى الشارع ده، دلوقتى السوق فاضى». فوانيس وبعض من أقمشة الخيامية تملأ مكتبة «حسين» قبل أيام من الشهر الكريم: «دلوقتى الناس مش بتشترى غير زينة محمد صلاح وبوجى وطمطم وفطوطة»، وبحسب «حسين» فإن انخفاض أسعار الزينة الورقية كان أكثر ما يميزها لدى الزبائن.
طريقة تزيين الشوارع والحوارى فى المناطق الشعبية اختلفت أيضاً، بحسب حجاج سليمان، أحد سكان منطقة البراجيل، التابعة لمحافظة الجيزة، فيتذكر تجمع الأطفال قبل قدوم الشهر، واشتراكهم فى عمل الزينة والفانوس الورقى أو شرائها: «الناس مش فاضية تعملها وبتشترى الفوانيس النحاس والخشب والزينة الجديدة، محدش بيجيب ورق».
سهولة تمزيق الزينة الورقية أحد أسباب انصراف الأهالى عنها: «بتتقطع بسرعة وشكلها مش بيدوم»، وبسبب ارتفاع الأسعار ينوى «حجاج» تعليق الزينة الخيامية، التى قام بشرائها العام الماضى: «إحنا محافظين على زينة السنة اللى فاتت، وهنعلقها السنه دى ونحتفل». تحتفل شوارع «إمبابة» بقدوم رمضان بتعليق أفرع الإضاءة والزينة البلاستيكية الملونة، كما وصفت كريمة حسين، من سكان المنطقة: «الشباب غيروا شكل الاحتفال، وبيتفننوا فى شكل الزينة»، موضحة أن الزينة الورقية انقرضت فى المنطقة بشكل لافت للنظر: «كانت علامة بتميز إمبابة زمان، لكن شكل الاحتفال اتغير، ويادوب تصادفها فى حارة ولا اتنين بالكثير».