نقابة الـ"كول سنتر".. "وائل" يسعى لتحقيق "حلم المظلومين"
النقابة العامة للكول سنتر
"إنشاء نقابة لموظفي الكول سنتر"، حلم يراود العاملين في خدمة العملاء بشركات الاتصالات بمصر منذ أكثر من 5 أعوام مضت. بدأت المحاولة الأولى لتحقيقه في 2013، دون أن تكتمل، ليأت آخرون بعدها بـ3 سنوات، لاستكمالها، إلا انهم واجهوا مصير سابقيهم.
وعلى الرغم من فشل المحاولتين المشار إليهما، إلا أن الأمل ظل باقيًا في تصحيح أوضاع هؤلاء العاملين بمهنة، ارتبط مصيرهم بها، وجاءت، اليوم، مجموعة أخرى، لوضع حجر أساس النقابة.
وائل أحمد، شاب عشريني يعمل في الـ"كول سنتر" منذ أكثر من 3 أعوام، كل أحلامه أن يحصل على حقه في معاملة آدمية، ومعاملته وزملائه وفق قانون العمل. قرر، منذ شهر تقريبًا، استكمال حلم سابقيه، في مسيرة تصحيح أوضاع أقرانه السابقين، مؤكدا أن الدافع: "الشركات تعمل على تطويع القانون لصالحها لا من أجل الموظف، مفيش حد بياخد رصيد أجازاته السنوية، وأي خطأ، معناه الفصل بدون إنذار".
موقف إنساني، تحرَّك "وائل" وأقرانه، بشكل أكبر، للاقتراب نحو حلمهم، عندما رأوا زميلهم يموت أمام أعينهم، دون أن يتمكنوا من مساعدته، قائلا: "عنده سرطان، وبياخد جلسات الكيماوي، بتطلب راحة، والصدمة إن الشركة رفضت تدي له أجازته، والحجة الدايمة، حاجة العمل لا تسمح"، مشيرًا إلى أنه أقام دعوى قضائية على الشركة الآن، ليأخذ حقه.
واصَلَ الشاب، الداعِ لتأسيس نقابة للـ"كول سنتر"، حديثه لـ"الوطن"، مشيرًا إلى أن الشركات لا تكتفي فقط بأن تأخذ من صحة الموظف، بل أيضًا لا تسمح له بتطوير مهاراته، سواء بتوفير وقت له ليحصل على كورسات ودورات تدريبية أو إتاحتها له من جانبها، بقوله: "إنشاء النقابة هَيِعدل الطاولة، لأنها بالفعل مقلوبة لصالح الشركات".
ورغم عدم وجود إحصائية رسمية بأعداد موظفي خدمة العملاء في شركات الاتصالات المصرية، إلا أنها باتت "الوظيفة الأولى" للشباب الباحثين عن عمل في مصر.
وهناك أرقام نشرتها مواقع الشركات عن إجمالي عدد الموظفين بها، وصل، في إحداها، إلى ما يقرب من 66 ألفًا تقريبًا، إلا أنه رغم اتساع قاعدة العاملين بالمهنة، لا يحصلون على حقوقهم كاملة، بحسب "وائل"، الذي بدأ في إجراءات استخراج أوراق تأسيس النقابة، لتحقيق الحلم.