«نادية»: «مفيش احترام للكبير وحقى لسه ضايع ومش عارفة آخده»
صورة أرشيفية
16 قيراطاً من الأرض الزراعية، ميراثها الشرعى من والدها، اغتصبه شقيقها رغم توسلاتها إليه وتدخل كبار رجال العائلات، إلا أن كل ذلك لم يشفع لها عنده، ورغم تدخل العقلاء من أهالى قريتها لإثناء شقيقها عن عناده، فإنه لم يستجب لأحد، فلم تجد أمامها سوى ساحات القضاء لاستعادة حقها المغتصب، وحزناً على حقها الذى مُنعت منه جبراً.
«نادية ر.أ» (33 عاماً)، مقيمة بإحدى قرى كفر الشيخ، قضت عاماً ونصف العام فى أروقة المحاكم، بعد أن منعها شقيقها من الحصول على حقها فى الميراث، وفى النهاية، قضت المحكمة بتمكينها من الأرض بموجب ما تمتلكه من مستندات، إلا أن شقيقها رفض تنفيذ الحكم، فلم تيأس، وبحثت عن وسائل أخرى لاسترداد حقها المنهوب.
لجأت «نادية» إلى أحد كبار العائلات فى قريتها، لحل المشكلة، لكن شقيقها لم ينصَع له وتمسك برأيه، ولم يعترف بحكم القضاء ولا برأى كبار العائلات، فبدأت تتردد على قسم الشرطة التابعة له لعلها تجد من ينقذها ويُمكنها من حقها الشرعى، «مبقاش فيه كبير وغاب المثل: اللى ملوش كبير يشتريله كبير، الناس مبقاش حد بيفرق معاها، وأنا خير دليل، لجأت لكل الطرق والوسائل، لكن أخويا مبيكبرش لحد وحقى ما زال ضايع ومش عارفة آخده»، هكذا لخصت نادية مشكلتها بهذه العبارة.
القضاء أنصفها فى الميراث وشقيقها ضرب بالحكم عرض الحائط
صاحبة الحق المسلوب أكدت تراجع القيم والأخلاق على كل المستويات، ففى الماضى كانت تحدث خلافات بين المواطنين، ويتدخل الكبار للإصلاح وتنتهى الأزمة، لكن الآن تغيرت الأحوال وأصبح منطق القوة والبلطجة هو العرف السائد بين الناس، وأضافت: «وأنا صغيرة كانت الناس تتخانق مع بعضها، وآخر الليل يأتى الطيبون لمصالحتهم وتنتهى الأزمة، لأن الناس كانت بتشترى خاطر بعضها، خاصة إننا فلاحين وكلنا قرايب، وبتربطنا صلات النسب والقرابة والود والرحمة، لكن الآن أخذ الحق أصبح بالقوة وليس بالتراضى ولا بالقانون، وهناك من يعيش بيننا ولا يعترف بأحكام القانون، لأن هؤلاء لهم قوانينهم الخاصة بهم، وأخويا عاوز يمشى قانونه الخاص عليا، وضربنى وبهدلنى علشان ماخدش حقى وخد أرضى».