متحف «كفافيس».. حياة شاعر يونانى على جدران عقار قديم بـ«العطارين» احتضنه 35 عاماً
بعض أعمال «كفافيس» معلقة على جدران المتحف بالإسكندرية
داخل أحد العقارات التراثية بحى «العطارين»، وسط الإسكندرية، يقع متحف الشاعر اليونانى «قسطنطين كفافيس»، الذى يعد واحداً من أشهر وأهم شعراء العالم، يتهافت الآلاف من مختلف أنحاء العالم على زيارة المتحف، الذى كان منزلاً للشاعر اليونانى أمضى فيه آخر 35 عاماً من عمره، ويتبع المؤسسة اليونانية الثقافية فى إدارته.
وُلد «كفافيس» لأسرة يونانية فى الإسكندرية سنة 1863، كانت المدينة وقتها مركزاً للأدباء والكُتاب والناشرين، وتُرجمت قصائد الشاعر اليونانى إلى 25 لغة، بالإضافة إلى اللغة العربية، وفى سنة 1892 قام بتأسيس منزله فى الإسكندرية، بمبادرة من «كوستيس موسكوف»، وكان يمتلك رؤيته الخاصة فى الأدب والشعر والكتابة.
ويزخر المتحف بالعديد من الوثائق الخاصة بالشاعر الراحل، وأبرز المحطات فى حياته، بالإضافة إلى أدواته فى الحياة الشعرية، وجميع أشعاره وملابسه، وأجواء العمل التى كان يعيش فيها، والتى تمثل ملاذاً للشعراء والباحثين من مختلف أرجاء العالم، للتعرف على مسيرة ذلك الشاعر اليونانى الراحل أثناء حياته بالإسكندرية.
يضم العديد من الوثائق الخاصة بالشاعر الراحل ونسخاً كاملة من أشعاره وملابسه
وقال أمين المتحف، محمد السيد، إن الشاعر «كفافيس» وُلد لأبوين يونانيين من أصول تركية، هاجرا إلى الإسكندرية سنة 1850، وأنجبا 9 أبناء، وكان والده ثرياً ويمتلك سلسلة محال لبيع المحاصيل الزراعية، وأضاف أن الأب توفى بينما كان الابن فى السابعة من عمره، واضطرت والدته للهجرة إلى إنجلترا، وبعد نحو 7 سنوات، عادت بأبنائها إلى الإسكندرية مرة أخرى، واستقرت الأسرة فى منطقة «محطة الرمل».
وأضاف «السيد» أن «كفافيس» ترك أسرته فى الإسكندرية وسافر إلى تركيا، ثم تنقل بين عدة بلدان أخرى، حتى عاد إلى الإسكندرية، وخلال تلك الرحلات تعلم 5 لغات، مما ساعده فى العمل كمترجم حر، ثم «سمسار» فى بورصة القطن، مشيراً إلى أنه كان يكتب نحو 70 قصيدة فى السنة، ولكن فى نهاية مشوار حياته، اختار 154 قصيدة لنشرها.
واستقر الشاعر اليونانى الرحالة فى منزله بحى العطارين وسط الإسكندرية، بينما كان عمره 45 عاماً، وظل به لما يقرب من 35 عاماً، حتى وافته المنية سنة 1933، عن عمر يناهز 70 عاماً، نتيجة إصابته بمرض «سرطان الحنجرة»، تسبب فى قطع أحباله الصوتية وفقدان الصوت، مما أدى إلى إصابته بصدمة عصبية، ودخل أحد المستشفيات لنحو شهرين.
وبعد وفاته، تحول منزل «كفافيس» إلى فندق، قبل أن يتم تحويله إلى متحف يضم مقتنيات ومتعلقات الشاعر الراحل، بالإضافة إلى مجموعة من كتبه ومؤلفاته، وأول طبعة من ديوانه الشعرى، ويضم المتحف صورة كبيرة لصاحبه، بالإضافة إلى مجموعة صور لأفراد عائلته، ومجموعة طوابع بريدية صدرت تخليداً لذكراه، وشهادات تقدير حصل عليها خلال مشواره الشعرى.