«الساعة الأخيرة» لمحات من صراع العاطفة والواجب بعد تدمير هيروشيما
جانب من بروفة «الساعة الأخيرة»
فى أجواء أشبه بشريط الذكريات، يظهر الطيار الأمريكى «ويلسون» الذى ألقى القنبلة النووية الأولى على هيروشيما عام 1945، تدور أمام عينيه محطات رحلته مع الحياة، فيعيد البطل تقييم ما مر به بميزان الحاضر، لينطلق نحو بداية جديدة لكنها الأخيرة له، فى هذه الأجواء يعيش صراعاً بين العاطفة والواجب. ما سبق كان توثيقاً لحياة بطل العرض المسرحى «الساعة الأخيرة» الذى يقدمه المخرج ناصر عبدالمنعم، وتجرى بروفاته على مسرح «الغد» بالعجوزة، وتم افتتاحه أمس الأول.
فى البداية، تحدث المخرج لـ«الوطن» عن دوافع عمله على نَص «الساعة الأخيرة»، قائلاً: «كنت عضواً بلجنة تحكيم فى مسابقة ساويرس الثقافية، وفاز هذا النص بالمركز الأول كأفضل نص مسرحى العام الماضى، وأحببت أن أقدم كتباً جديدة للحركة المسرحية، كما أن عيسى جمال مؤلف العرض سيكون له مستقبل كبير فى الكتابة». وتحدث «عبدالمنعم» عن طبيعة العرض، قائلاً: «النص يركز على البعد الإنسانى والنفسى والسياسى للبطل، فطاقم الطائرة التى ألقت القنبلة على هيروشيما، لم يتوقعوا حجم هذا الدمار الذى يمكن أن تحدثه، وأنها ستودى بحياة 140 ألف شخص، وبعد هذا الحادث خضع الطيارون لعلاج نفسى، وقالت لهم الإدارة الأمريكية وقتها إنهم أدوا واجبهم، وهنا يوجد الصراع التقليدى، الذى نعرفه فى الدراما بين العاطفة والواجب، فهناك حالة تناقض بين الاثنين وهو ما أحدث شرخاً كبيراً داخل الإنسان».
وتابع: «العمل يتناول كل ما دار فى ذهن الطيار فى هذه الساعة، فهو يسترجع بداية طفولته، وأسباب غرامه بدراسة هندسة الطيران، وحبه للزوجة التى تخلت عنه بعد أن عرفت إلقاءه القنبلة على هيروشيما فأصبح وحيداً، والعرض يهدف فى النهاية إلى إدانة الحروب». وقال المخرج إن النص يحمل سمات العالمية لأنه يتحدث عما دار بين أمريكا واليابان فى الأربعينات، كما يشتمل على زوايا تجمع العالم أبرزها رفض ما وقع من الحروب فى كل مكان، مضيفاً: «المسرحية ليست بعيدة عنا، فمنطقتنا كانت على شفا الحرب العالمية الثالثة، واتخاذ قرار الحرب يحدث فى جزء من الثانية ولأسباب تكون واهية، فهى قضية إنسانية، والعرض صالح للتقديم فى أى مجتمع يتجاوز بيئته الأولى».
وعما إذا كان العمل يشير إلى الواقع المصرى، أوضح: «أنا ضد فكرة الإسقاطات، لأن المتفرج ليس غبياً فهو لا يحتاج إلى كل ذلك، فالمتلقى يربط الأحداث، والتاريخ حامل لعبر ودلالات ليست بعيدة عن الواقع، فالعمل التاريخى له جذور لكنها ممتدة فى الحاضر لذلك الإنسان المعاصر يتفاعل معها، والعرض يطرح تساؤلات وليس إجابات». «الساعة الأخيرة» عرض مسرحى من بطولة شريف صبحى، الذى يجسد دور الطيار (ويلسون)، وسامية عاطف، ومعتز السويفى، ومحمد دياب، ومحمود الزيات، ونورهان أبوسريع، ومحمد حسيب، ومن تأليف جمال عيسى.