خريستوتيدس: أشعر بالحنين فى كل زيارة لمصر وكأنها الأولى
خريستوتيدس
قال خريستو خريستوتيدس، المواطن اليونانى المولود فى مصر البالغ من العمر 72 عاماً والذى يتحدث لغة عربية «مكسرة»، إنه غادر مصر وعمره 16 عاماً إلا أنه ما زال يتذكر الفترة التى قضاها فيها، مشيراً إلى أن أسبوع «إحياء الجذور» أكد لهم أن حبهم لمصر ليس من فراغ، وأن الرئيس «السيسى» جعلهم يشعرون كأنهم مصريون.
وأضاف خريستوتيدس، فى حواره لـ«الوطن»، أن نحو 150 ألفاً من أبناء الجالية اليونانية الذين عاشوا فى مصر ما زالوا على قيد الحياة، وأن لديهم جميعاً حنيناً وحباً لمصر.. وإلى نص الحوار:
غادرتها وعمرى 16 عاماً
كم عاماً أمضيت فى مصر قبل المغادرة إلى اليونان؟
- ولدت فى مصر فى شارع الأنبا يؤانس بمنطقة كامب شيزار، وأمضيت بها 16 عاماً قبل أن أغادر إلى اليونان وأنا حالياً رئيس النادى اليونانى المصرى فى أثينا وكنت أعمل فى مهنة «كهربائى ميكانيكا» قبل مغادرتى مصر، واعتبر نفسى واحداً من أبناء الشعب المصرى العظيم، أفرح حتى الآن لفرحه وأشعر بآلامه رغم بعد المسافات.
هل عاش والداك بمصر فترة كبيرة؟
- والدى ووالدتى من مواليد الإسكندرية وهما السبب الرئيسى لعشقى لتلك المدينة الرائعة. والدى كان يعمل فنياً فى إصلاح المعدات والماكينات بالجيش المصرى، وكان دائماً ما يحكى لى عن ذكريات طفولته وصداقاته التى كونها فى مصر.
متى سافرت من مصر إلى اليونان؟
- سافرت نهائياً عام 1963، حيث كنت أسافر مرة كل عام إلى اليونان لزيارة أقاربى إلا أنه فى هذا العام ذهبت وقررت البقاء هناك، وأخذتنى الأيام عاماً بعد عام حتى استقررت نهائياً باليونان.
أسبوع «إحياء الجذور» أكد لنا أن حبنا لهذا البلد ليس من فراغ.. والرئيس «السيسى» جعلنا نشعر كأننا مصريون
ألم تزر مصر خلال تلك الفترة؟
- كنت أزورها فى فترات متباعدة، ولكن منذ أن كبر أبنائى أحرص سنوياً على اصطحابهم لزيارة مصر معى، وباتوا الآن يدعون أصدقاءهم وزملاءهم فى العمل لزيارة مصر، وأحاول خلال الزيارة الذهاب معهم إلى نفس الأماكن التى كنت أزورها وأجلس فيها أثناء وجودى فى مصر، التى رغم أننى أزورها باستمرار إلا أننى أشعر بالحنين فى كل مرة أقوم بزيارتها وكأنها أول مرة.
والحقيقة أن نحو 150 ألفاً من أبناء الجالية اليونانية الذين عاشوا فى مصر ما زالوا أحياء، وأعضاء «النادى اليونانى» فى أثينا ما زالوا يتحدثون بالعربية المكسرة ويعتزون جداً بلقب «الخواجة» الذى كان يطلقه عليهم المصريون، وجميعهم لديهم الرغبة الجارفة لزيارة مصر واستعادة الذكريات، حيث إن أغلبنا قضى أوقات عمره الجميلة بجوار بحر الإسكندرية الساحر.
هل كون الإسكندر الأكبر هو من أنشأ الإسكندرية جعلكم تكنون لها كل هذا الحب؟
- أعتقد أن علاقة الحضارتين المصرية اليونانية تمتد لأكثر من 4 آلاف عام قبل مجىء الإسكندر نفسه إلى مصر، وأرى من وجهة نظرى أن السبب الرئيسى لحب اليونانيين للمصريين هى أن جذورهم واحدة وعاداتهم وتقاليدهم تكاد تكون متطابقة، كما أنهم هم الأقرب لطبائع بعضهم بالنسبة للشعوب التى تطل على البحر المتوسط.
ما تقييمك لأسبوع «إحياء الجذور»؟
- هو أسبوع الدرس الذى قدمته مصر للعالم أجمع بدعوتها لتكريم أجانب عاشوا على أرضها كأول بادرة تتم فى هذا الإطار، وهو الأسبوع الذى أكد لنا أن حبنا لهذا البلد لم يأت من فراغ، وأن الوفاء هو الشيمة التى توارثها المصريون أجيالاً وراء أجيال، كما أنه يدلل أيضاً على المكانة التى وصلت لها العلاقات المصرية اليونانية القبرصية، والتى نتطلع لأن تصل لأعلى مستويات التعاون.