علي عمر يكتب: «سوشيال ميديا» ولكن!
علي عمر يكتب: «سوشيال ميديا» ولكن!
علي عمر
بدأت مرحلتي الجامعية منذ 6 سنوات، دخلت كلية الآداب على غير رغبتي، ولكنني دخلتها لأن مجموعي لم يؤهلني لدراسة الإعلام، وفي فترة من تلك المرحلة خرجت علينا جريدة انتشرت وقتها بشكل لم أره من قبل رغم متابعتي المتفاوتة للمجال الذي لم أرغب بغيره وإن لم يقبلني بعد، وبانتشار موقع التواصل «فيس بوك» انتشرت معها أكثر وتداولت المقاطع المصورة للوطن والتي تتنقل من مقرها بالعاصمة لتجوب آفاق الصعيد حيث جامعتي وبيتي.
تدربت تعلمت تفوقت في كثير واوقفتني الحياة في كثير، تجارب مرت وتغيرات بين المجالات، مسوق، مراسل، منظم، منسق، والمشترك بينهم جميعا اني دوما اكتب، كمن يقتطف من كل حديقة وردة ليزرع لنفسه حديقة خاصة تليق به!
وبين ليلة قد تفقد بها أمل أو تشك بقدراتك حتى يأتيك صوت يؤمن بك أو يمد يد العون لأنك تستحق، هكذا رشحتني زميلتي بقسم "السوشيال ميديا" مروة وقبلتني رئيسة القسم وقتها دعاء النادي، بعد مقابلتي عمل، والتي لها مكانة لكونها قلب أبيض يعاملك بعفوية، حتى بعد شهرين انضم على رأس الفريق الحسيني الذي من القليل أن تجد "ليدر" ليس بمدير مثله يحتويك ويقدر وجودك يغضب أحيانا فندرك فنتفادى الوقوع في الخطأ ذاته، يقدرك قيمة مجهودك وأفكارك لتزيد من مهاراتك، كما ان لكل من بالفريق مكانة خاصة أسعد بتواجدي بينهم، فخور كوننا حققنا انجازا في الأخير للوصول لـ10 مليون متابع.
ما يقرب من 6 أشهر وأنا بين هذا الفريق لا أجزم أنني رايته بكل حالاته ولكن يكفي لي للآن انني ذقت طعم أن تكون جزء من مؤسسة تحاول أن تتميز وأن تتسابق، هنا في صالة التحرير يلتف الخبر ويمر بمراحل كجنين من المحرر للديسك الجندي المجهول لقادة النشر" خضر، عاشور، هيثم، علي، ميسر، رمضان" ويكون مصيره بين أيديكم، تشرفت بقادة الأقسام كأستاذ "شنح"، و"عباس" ورؤساء مواقع ألوان وهن وكايرولينس "هدى، سعيد، روان" استمتع بحديثهم سواء كانت تدور نقاشات هنا تزيد حدة وأحيانا تزيد متعة، أسعد بصداقاتي هنا، لكم مني كل التقدير وإن لم استطع ذكركم فهنا في الفؤاد ذكركم يدوم.
في هذا القسم "السوشيال ميديا" الخاص جدا والذي أعتبره روح أي مكان، وخاصة الجهات الإعلامية، وعلى من يدرك هذا المقعد عليه أن يكون مكان القارئ، الصحفي، الإعلامي، متابعا للأحداث من حوله ويهتم بكل التفاصيل، قارئا للجمهور ومشاعره وما يدور بخواطرهم، يقرأ، يكتب، يحلل، تشكيلة من المهارات نفتقدها في الكثير ممن يجلس على هذا المقعد، مهما فعلت فلن تستطيع أن ترضي كل الأذواق، أو كل متابعيك، لأنه ببساطة أنت تواجه معادلة لوغاريتميه، تحاول بقدر الإمكان تقدير عقولهم واحترامها وتقديم نماذج يحبونها، لأنه ببساطة نأكل ونشرب ونستمتع ونضحك ونشاطرهم الأحزان والأفراح، هناك شيء يربطنا في النهاية للعودة من جديد.
لا انكر أن هناك ما يختلط عليَ من مناقشة بعض النقاط التي أرى حاجتها للتغير أو التعديل من وجهة نظري، أو يهمس بداخلي طرح رأي أو فكره أراها صائبة، فاحجب نفسي بعيدًا عنها أحيانا وأصارح بها أحيانا اخرى! لأن هناك ما أنتمي به للمكان أفرح لأي نجاح يحققه افتخر به وكأنه لي، والسند والمثابرة إذا مر بمكروه أو عسر حتى يُكشف عنه، هكذا تعلمت الانتماء لكل مكان أنضم إليه، ولا يكون الانتماء أولا إلا لجزء منك، الانتماء أولًا لـ «الوطن».