محمد عز الدين يكتب: "رسالة إلى وطني"
محمد عز الدين يكتب: "رسالة إلى وطني"
محمد عز الدين
في عيد ميلادك السادس يا وطني الكبير أبعث إليك رسالة تهنئة، فبالرغم من حداثة تواجدي في "الوطن" والتي لم تتجاوز العام الواحد، لم أنس يوما تخطت قدماي سلالم هذه المؤسسة الصحفية، رغم إحباطي في البداية حيث ذهبت إلى المقر القديم بناء على وصف أحد أصدقائي، إلا أن اليأس وحرارة شمس الصيف لم يتغلبان عليّ حتى وصلت للمبنى في شارع مصدق بالدقي، وعندما نظرت إلى كلمة "الوطن" على المبنى "كأن الفرج فتح أبوابه ".
كانت بدايتي في قسم "الديسك" أو خلية النحل كما يحب محرريه أن يطلقوا عليه، فالجميع منكب على مكتبه يعملون بأدق التفاصيل، وأذكر هنا أستاذتي "رقية" التي علمتني الكثير، فكان لها الفضل في دفعي إلى الأمام.
لم يمر شهرا وانتقلت لتجربة جديدة وهي قسم "الرسائل النصية"، قد يجده البعض بسيطا إلا إن به مسؤولية كبيرة، حيث تعلمت اختيار الأخبار الهامة بدقة وسرعة من بين العشرات الأخرى، لإرسالها إلى رئيس قسمي وأستاذي عبد العظيم درويش- الذي كان وسيظل موجهًا ومعلمًا ونصوحًا لي- ثم يختار الأجدر والأهم لإرساله للسادة المشتركين.
وخلال هذه الفترة الصغيرة تعلمت الكثير، وشعوري بالأُلفة والمحبة والروح الواحدة كانت سريعة، ما أثبت لي أن شعار "قوته في ناسه" ليس مجرد شعار رنان مكتوب أسفل اسم المؤسسة الكبيرة، إنما واقع نعيش فيه ويعيش فينا.
قد يراني البعض محظوظا لتواجدي مع كتيبة تحت مظلة اسم كبير مثل الوطن، ما يقع على عاتقي مسؤولية إثبات الوجود، والذي سأسعى إليه خلال الفترة المقبلة إن شاء الله.