صورة أرشيفية
جدول لختم القرآن، وآخر للأصناف المنتظر طهيها، وثالث للأسماء المقترحة للعزائم، حتى الطاعات وأماكن السهرات وعناصر الوجبات، جميعها حظيت أخيراً بجداول تبدو محكمة ومنظمة للغاية.
يحاول محمود عطية كل عام أن يقرأ القرآن مرتين، لكنه لم يستطع خلال أعوام سابقة تنفيذ الخطة، لم يجد أمامه سوى كتابة جدول، على هاتفه المحمول، وتنفيذه يوماً بعد يوم، قسّم الأجزاء إلى أرباع يقرأ بعضها عقب صلوات بعينها، وأرباع أخرى يقرأها لدى استيقاظه، وأخرى قبل النوم: «شهر خير، وبنضيعه فى حاجات كتير ممكن ميبقاش ليها قيمة، فلما أعمل جدول وألزم نفسى بيه هقدر أحقق اللى أنا عايزه»، يحكى الشاب، الذى أتته الفكرة بعدما شاهد جدولاً لأحد أصدقائه، يعتزم من خلاله تقديم أعمال صالحة للمجتمع، ففى أحد الأيام سيقوم بتنظيف جزء من شارعه، ويوم آخر سيتبرع بكتب تعليمية، وفى يوم ثالث سينزل إلى الشارع لمساعدة كبار السن: «عجبتنى الفكرة وقلت أقسّم رمضان بالشكل ده عشان أحاول أعمل فيه كل الخير الممكن».
لدى سلمى خميس 3 أولاد وزوج، كلما سألتهم عن الوجبة التى يرغبون فى تناولها على الإفطار تأتيها الإجابة الأشهر: «أى حاجة»، لذلك قررت أن تعتمد على الوجبات التى تعدها المجموعات على مواقع التواصل، من خلال جداول مكتوبة بخط اليد: «وجبات بسيطة، ومش مكلفة من ناحية الفلوس، وكمان فيها أفكار جديدة، فمش هتعب كل يوم فى تفكير هطبخ إيه»، تحكى السيدة التى احتفظت بـ«سكرين شوت» لتلك الجداول على هاتفها المحمول، تعتزم هى الأخرى تطبيقها، لم تكن وحدها التى قامت بذلك التصرف.. «لا تحتارى ولا تفكرى، عملنالك جدول أكل لرمضان طول الـ30 يوم»، تحت هذا العنوان نشرت إحدى الصفحات عدداً من الأكلات الموزعة على مدار الشهر، وقامت عشرات السيدات بمشاركته عبر صفحاتهن الخاصة، كذلك الأمر بالنسبة لجداول الحلويات والعصائر: «الشهر قليل على رمضان والله، لو يطول شوية يبقى أحسن عشان الزيارات والأكل والشرب والعبادات»، يحكى أحمد عبدالحميد، الذى لم يقم بكتابة جدول للعبادات وإنما اقتبسه من إحدى الصفحات الدينية من على «فيس بوك» هو الآخر: «الجدول هو الضمان الوحيد لتوفير الوقت والاستفادة المثلى من الشهر».
تعليقات الفيسبوك