ربيع ممدوح يكتب: «الوطن».. وحلم رجل سبعينى
ربيع ممدوح
عزيزى قارئ الوطن العزيز جداً، هذه هى المرة الأولى التى أتوجه بها للحديث المباشر معك، وبما أن الحديث هنا يأتى فى إطار الكتابة عن التجربة الشخصية داخل مؤسسة «الوطن»، فإن تجربتى تستدعى حلماً منذ أكثر من 18 عاماً، حينها كنت طالباً حديث التخرج من الثانوية العامة بمجموع لا يتعدى الـ70%، وهنا كان بداية الحلم، لم يكن حلمى أنا، ولكن كان لوالدى الرجل السبعينى الريفى البسيط، الذى لا يعلم شيئاً سوى العبادة، وزراعة أرضه التى ورث بعضها واشترى البعض الآخر، وقرر أن يكف عن شراء الأرض والاستثمار فى حلمه، بمساندتى بكل غالٍ ونفيس لكى يتحقق هذا الحلم، وأصر على إلحاقى بكلية الإعلام فى إحدى الجامعات الخاصة.
عاماً بعد عام، تخطيت الجامعة، وبدأت مرحلة جديدة وكانت أهم المراحل التى شهدت دعماً غير مسبوق من والدى، كنت عاطلاً، أبحث عن فرصة فى مجال الصحافة والإعلام، فى وسط يحتاج إلى العلاقات، وليس بقريتنا صحفى أو إعلامى يمد لى يد العون.
بعد ثورة يناير، التحقت بموقع إلكترونى صغير، كان ذلك بمثابة التدريب الأول على الصحافة، فى أوائل عام 2012 كان هناك إعلان يطلب صحفيين لصحفية جديدة، تقدمت وأرسلت سيرتى الذاتية، وفى شهر أكتوبر، وردتنى مكالمة تليفونية من الزميلة هاجر محمد: «آلو.. حضرتك عندك مقابلة بكرة فى الوطن الساعة 4»، كانت صدمة بالنسبة لى، فـ«الوطن» فى هذا الوقت وحتى الآن حلم لأى صحفى أن يعبر بابها.
بعد انتهاء المقابلة، وعقب خروجى مباشرة من الباب، تحدثت إلى والدى وأخبرته بهذا الخبر السار، أتذكر حتى الآن صوته الممزوج بدموع الفرحة بتحقيق حلم طال انتظاره، كل التحية والتقدير والشكر لهذا الرجل العظيم، على الدعم والمساندة طوال هذا الوقت والمستمر حتى الآن، دمت لى سنداً يا أبى.