«بيت العائلة»: دعاة سلام بدأوا المشوار من داخل مسجد وكنيسة
محرر «الوطن» مع أعضاء «بيت العائلة»
«بيت العائلة المنياوى» دعاة سلام أرادوا توحيد الصف ودعم الدولة بالتصدى للأفكار المتطرفة، مقرهم جمعية ومسجد «الحاج فارس»، فى قلب مدينة المنيا، انطلقوا من داخل المسجد والكنيسة، فجلسوا على المقاهى، ينصحون الشباب، وجابوا القرى يُصلحون بين العائلات، ويحقنون الدماء، ثم اقتحموا المدارس ينشرون التسامح والقبول بين الصغار، حتى نالوا ثقة الأغلبية لدرجة أن البعض استدعاهم لحل خلافات أسرية.
وقال الشيخ محمود جمعة، أمين عام بيت العائلة فى المنيا، إنه «فى عام 2011 بدأت الفكرة بالتنسيق بين الأزهر والكنيسة بعد قرار رئيس الوزراء فى هذا التوقيت، حيث كانت تسود موجة عنف فى البلاد تمثلت فى حرق كنائس وأعمال شغب وقطع طرق ومظاهرات، وبدأنا ندعو من المساجد لتكوين مجموعات تحمى البلاد من أعمال الفوضى، فى وقت امتلأت فيه جدران المساجد والكنائس بعبارات مسيئة لرجال الدين، وكانت هناك حالة من الاستياء والخوف، وتواصلت مع أحبابى من القساوسة، وطلبت منهم أن نجلس معاً كرجال دين نكون مجموعة واحدة، وتواصلنا مع المجتمع المدنى والأزهر والجامعة وكثير من القيادات، ونظمنا جلسات ووزعنا الأدوار بعد استقطاب بعض الشباب لحثهم على العيش كنسيج ومجتمع واحد نحمى بلدنا، ولا نسمح لأحد بالتدخل بيننا لإحداث شرخ، وكانت دهشة المواطنين حينما تم عقد اجتماعات مع القساوسة بداخل مسجد الحج فارس، ثم عقدناها فى الكنائس، وكنا نتصدى للمظاهرات ونحمى الكنائس، ثم بدأنا نستقطب بعض الشباب المنشقين من تيارات مختلفة وطالبناهم بعدم الإساءة للدولة ورموز الدين سواء البابا أو شيخ الأزهر». وأضاف «جمعة»: دخلنا المقاهى والمحلات والأندية، وكان معنا من يمثل المرأة، وكنا نلقى السلام على الناس ونعرّفهم بأنفسنا وننشر التسامح وقبول الآخر ونقول للناس «إحنا مجموعة لا تنتمى لأى تيارات أو أحزاب، فقط ننتمى لبلدنا»، ثم انتشرت الفكرة بالمحافظة، ووجدنا بعض الجهات المسئولة تتواصل معنا لفتح حوار مجتمعى. وأوضح القس كمال رشدى، ممثل الكنيسة الإنجيلية ببيت العائلة، إن المشاكل لم تقتصر على مشاكل بين المسلمين والأقباط فقط، بل تدخلنا كثيراً لحل مشاكل بين أطراف جميعها مسيحية، وعملنا دائماً فى حل هذه المشاكل من خلال التنسيق مع العمد والمشايخ نتيجة تأثيرهم الكبير، وما أعطى ثقة وانطباعاً جيداً لبيت العائلة هو عدم التمييز والتعامل مع الجميع سواسية، وقال: «نحن لا نبتغى مناصب، نبتغى إرضاء الله وحب الوطن، وكانت أعظم مبادراتنا دخول المدارس، لأننا وجدنا أبناءنا فى بعض المدارس يتمتعون بمواهب كثيرة، إضافة إلى أنه تم عقد ندوات لنستمع للتلاميذ وكنا فى ذهول أن أطفالنا يتحدثون بفكر مستنير ينم عن وعى كامل، ودورنا إيجاد حياة سليمة ومستقرة بمحبة بين الجميع».
«جمعة»: ننشر التسامح وقبول الآخر.. و«نصيف»: نسعى لإحياء القيم المفقودة.. و«عبدالحميد»: نواجه أصحاب الفكر الهدام بجهودنا الذاتية
وقال الشيخ جمال عبدالحميد، ممثل الأزهر فى بيت العائلة، إن هدفنا الأول هو نشر فكرة النسيج الواحد، ودعوة الأزهر للوسطية حتى نكون أمة وسطاً ونواجه فى هذا المأجورين وأصحاب الأفكار الهدامة الذين يحاولون إسقاط البلد، ونعلّم الناس أن الأديان لا تدعو للتشدد، ولم يقتصر دورنا على إجراء المصالحات فقط، ولكننا عملنا كرجل واحد من أجل بناء هذا البلد، ولا نتلقى فى هذا العمل أى تمويلات، بل نعمل بجهودنا الذاتية، حتى المشاكل الأسرية والمشاجرات التى قد تنشب بين أفراد العائلة الواحدة كان لبيت العائلة دور فى حلها، وكلمة السر وراء ذلك هى العمل بإخلاص، ونسعى فى الفترة المقبلة أن ندخل المدارس الثانوية لننشر فكرة الحب والتسامح. وذكر القس «بولس نصيف»، ممثل الكاثوليك ببيت العائلة، أن بيت العائلة نجح فى حشد كل أطياف المجتمع، سواء من النقابات أو الأحزاب أو الشخصيات العامة من خلال مشاركته فى كل المناسبات والمعارض والأعياد. وقال: نحن نحاول تشجيع المبادرات الخاصة بالصحة مثل التبرع بالدم عبر التنسيق مع نقابة التمريض، ولا نعمل على التقريب بين المسيحى والمسلم كما يعتقد البعض، لكننا نسعى لإحياء القيم المفقودة بيننا مثل الشهامة والشجاعة والإقدام والتضحية والوفاء والأمانة والصدقة، ونعمل حالياً على الوصول للأسرة من خلال التنسيق مع المجلس القومى للمرأة لعمل دورات توعية للمقلبين على الزواج وأيضاً الوصول لشباب الجامعات.