جدل حول منصب "الرجل الثاني" بالكنيسة.. وتغييرات بالمجمع المقدس قريبا
جدل حول منصب "الرجل الثاني" بالكنيسة.. وتغييرات بالمجمع المقدس قريبا
أعضاء المجمع المقدس للكنيسة - أرشيفية
أثارت شائعة استقالة الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية من منصبه، حالة من الجدل داخل الكنيسة، الأمر الذي دفع الأسقف لإصدار بيان لتكذيب تلك الشائعات مؤكدا في الوقت ذاته انتهاء فترة ولايته الثانية في منصبه خلال الشهر الجاري.
التغييرات تطول "يوسف وتوماس وأبوللو".. والانتخابات تجرى 18 مايو الجاري بوادي النطرون
وقال الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، إنه لم يستقل من منصب سكرتير المجمع المقدس للكنيسة، لأنه لا يوجد في الكهنوت المسيحي مصطلحات الاستقالة والمعاش والإجازة، لافتا إلى انتهاء فترة ولايته الثانية في رئاسة المجمع خلال مايو الحالي.
وأضاف رافائيل، في بيان له على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إنه يخدم المسيح وكنيسته وأولاده كضرورة موضوعة عليه ولا يملك أن يستقيل من خدمته.
رافائيل: لم أستقيل من سكرتارية المجمع المقدس وولايتي انتهت.. ومصادر: ترتيبات لانتخاب "دانيال" خلفا له الأسبوع المقبل
وتابع سكرتير المجمع المقدس، أنه بحسب لائحة المجمع تبلغ مدة خدمة لجنة السكرتارية 3 سنوات قابلة للتجديد ويتم الانتخاب بالاقتراع السرى فى جلسة رسمية للمجمع المقدس، مشيرا إلى أنه من المفيد كنسيًا وخدميًا أن يتم تداول مواقع العمل الإداري بالكنيسة بين الآباء من أجل تجديد حيوية الخدمة وإعطاء فرصة للمشاركة وبث الخبرات المتعددة.
وأردف رافائيل، "فى كل الأحوال أنا فى خدمة الكنيسة تحت تدبير الروح القدس وبقيادة البابا تواضروس الثانى فى أى موقع أُكلف به، وأنه من أهم سمات نجاح الخدمة العمل بروح الفريق وبروح الطاعة والحب والتفاهم، وأن يعطى كل مسئول الفرصة للآخرين أن يتولوا المسئولية ولا تكون الوظائف الإدارية بالكنيسة حكرًا على شخص دون الآخرين".
أسقف وسط القاهرة: من المفيد كنسيًا أن يتم تداول مواقع العمل الإداري من أجل تجديد حيوية الخدمة وعدم احتكار الوظائف
وكانت مواقع قبطية وصفحات مسيحية على مواقع التواصل الاجتماعي تداولت أنباء عن استقالة الأنبا رافائيل الذي خرج لينفيها.
والأنبا رافائيل من مواليد 1958، وحصل على بكالوريوس الطب عام 1981، ورسم راهباً بدير السيدة العذراء "برموس" بوادي النطرون عام 1990، وتمت سيامته أسقفاُ عاماً لكنائس وسط القاهرة عام 1997، وترشح للانتخابات البابوية وفاز فيها بالمركز الأول قبل أن تطيح به القرعة الهيكلية وتأتي بالبابا تواضروس على رأس الكنيسة، وانتخب عام 2012 سكرتيرا للمجمع المقدس خلفا للأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ ودمياط، وأعيد انتخابه مرة ثانية في 2015.
وكشف مصدر كنسي، لـ"الوطن"، أن ترتيبات تجرى داخل الكنيسة لترشيح الأنبا دانيال أسقف المعادي وتوابعها لخلافة الأنبا رافائيل في منصب سكرتير المجمع المقدس وذلك خلال الانتخابات التي ستجرى على المنصب الأسبوع المقبل خلال الاجتماع السنوي للمجمع المقدس في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
وقال المصدر، إن الأنبا دانيال والذي اختاره البابا تواضروس من قبل نائبا له في حال سفره خارج البلاد، يحظى بدرجة كبيرة من التوافق بينه وبين البابا تواضروس، واختاره من قبل لرئاسة المجلس الإكليريكي للأحوال الشخصية بالقاهرة والجيزة وإفريقيا، والذي تنتهي مدة رئاسته له الشهر المقبل، واختار البابا بديلا له هو الأنبا ماركوس أسقف حدائق القبة.
والأنبا دانيال من مواليد 1948، وحصل على بكالوريوس الطب عام 1975، ورسم راهباً بدير السيدة العذراء "السريان" بوادي النطرون عام 1982، وتمت سيامته أسقف عام مساعد لمطران جرجا عام 1991، وانتدبه البابا الراحل شنودة الثالث للإشراف على كنائس المعادي ودار السلام عام 1993، وتم تجليسه على ايبارشية المعادي في 2013.
وتنص لائحة المجمع المقدس بالكنيسة، على أن يتم انتخاب سكرتير المجمع والذي يعد الرجل الثاني في الكنيسة كل 3 سنوات، ويجوز التجديد له بالتصويت السري بين أعضاء المجمع، ومن بين وظائفه معاونة البابا فيما يكلفه به ويجوز له حضور جلسات اللجان المنبثقة عن المجمع.
يأتي ذلك بالتزامن مع بدء انعقاد الاجتماعات السنوية للجان المجمع المقدس الرئيسية والبالغة 9 لجان والتي تنبثق عنها 33 لجنة فرعية، اعتبارا من الأحد المقبل، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، على أن يترأس البابا تواضروس الجلسة العامة للمجمع يوم 18 مايو والتي سيجرى خلالها عملية انتخاب السكرتير الجديد للمجمع، والسكرتارية المساعدين والذين تنتهي مدة ولايتهم الثانية أيضا وهم: "الأنبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، والأنبا توماس أسقف القوصية وتوابعها، والأنبا أبوللو أسقف جنوب سيناء".
وتتزامن تلك التغيرات داخل المجمع المقدس للكنيسة الذي يعد السلطة الكهنوتية العليا في الكنيسة، مع إجراء تغييرات في رئاسة المجالس الإكليريكية الإقليمية المعنية بالأحوال الشخصية داخل الكنيسة مع انتهاء فترة ولاية تلك المجالس، وإعادة تشكيل اللجنة المجمعية للأحوال الشخصية برئاسة البابا، والذي انفردت "الوطن" بنشره في عدد 2 مايو الجاري.