الحرب والتمرد عنوان المشاركة العربية
يوسف شاهين
لا يقتصر الوجود العربى فى الدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائى على مصر ولبنان المشاركتين فى المسابقة الرسمية، ففى قسم الأعمال الكلاسيكية تعرض نسخة حديثة مرممة 4k من فيلم «المصير» للمخرج الراحل يوسف شاهين، الذى شارك به فى المسابقة الرسمية للمهرجان عام 1997.
بينما يشارك فى مسابقة قسم «نظرة ما» التى يترأس لجنة تحكيمها الفنان بينيسيو ديل تورو، ضمن الـ18 فيلماً التى تتنافس على جوائزه، فيلم «صوفيا» للمغربية مريم بن مبارك، التى تشارك بعملها الروائى الطويل الأول، وتتطرق عبر الفيلم إلى قصة شائكة فى المجتمعات العربية وهى العلاقات خارج منظومة الزواج ومصير الأطفال نتاج تلك العلاقات، وتدور أحداث الفيلم حول «صوفيا» البالغة من العمر 20 عاماً وتعيش مع عائلتها فى الدار البيضاء، ومع إنجابها لطفل خارج إطار الزواج تجد نفسها مخالفة للقانون، ويعطيها المستشفى 24 ساعة لتقديم أوراق إثبات نسب الطفل للأب قبل إبلاغ السلطات.
عرض النسخة المرممة من «المصير» وجناحان للسعودية وفلسطين للمرة الأولى
وفى لقاء مع موقع مجلة «Cineuropa»، فسرت مخرجة الفيلم سبب تحمسها لتقديم فكرة الفيلم، قائلة: «يحكى السيناريو قصة أم عزباء تبحث عن أب لطفلها الذى لم يولد بعد لتفادى إبلاغ السلطات من قبل إدارة المستشفى، هناك شىء مفقود فى تمثيل المرأة فى العالم العربى فى كثير من الأفلام، وتتعرض البطلات العربية لهيمنة الذكور، أو يتم تقديمهن كضحايا للنظام الأبوى، وعلى الرغم من أن التفسير ذلك عادل على مستويات معينة إلا أنه ليس كافياً، لكننى أعتقد أنه ينبغى علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الحالة الاجتماعية والاقتصادية».
كما يشارك فيلم «قماشتى المفضلة» للمخرجة السورية جايا جيجى، ويعد إنتاجاً مشتركاً بين فرنسا وألمانيا وتركيا، واختارت المخرجة التطرق إلى جانب من قضايا السيدات فى الوطن العربى بطريقة مختلفة، من خلال رحلة امرأة شابة نحو اكتشاف الذات فى بيت دعارة بدمشق عشية الحرب الأهلية فى سوريا، وأشارت المخرجة جايا جيجى إلى أن فيلم «Belle de Jour» للمخرج لويس بونويل، كان بمثابة إلهام لها فى قصتها، ولكن بخلاف الشخصية التى قدمتها كاثرين دينوف، لا تتحول نهلة إلى العمل فى البغاء، موضحة خلال تصريحاتها التى نشرها موقع «سكرين ديلى». «تصبح دار الدعارة مكاناً تستكشف فيه نهلة رغباتها وتواجه مخاوفها، لكنها لا تمارس البغاء بنفسها، وتقتصر على عملية المراقبة واستراق النظر»، وأضافت: «بحثت عن ممثلين سوريين يعيشون بالفعل فى إسطنبول، مثل الممثلة منال عيسى، فقمت بتجربة الكثير من الممثلات الأخريات لكن العديد منهن شعرن بعدم الارتياح لمشاهد العرى فى الفيلم، بينما كانت البطلة غير منزعجة، فهى ممثلة حقيقية تتولى دورها ومستعدة لتحمل المسئولية حتى النهاية». وفى مسابقة الأفلام القصيرة بالنسخة الـ57 من «أسبوع النقاد» المقام على هامش مهرجان كان السينمائى، يوجد المخرج الجزائرى إلياس بلقادر بالفيلم القصير «الزفاف»، أما فى «نصف شهر المخرجين» الموازى للمهرجان فيشارك فيلم «ولدى»، للمخرج التونسى محمد بن عطية، ووفقاً لتصريحات بن عطية لمجلة «فارايتى»، أن ما دفعه لتنفيذ الفيلم كان صدمته عندما سمع تقريراً إذاعياً حول أب غادر تونس للبحث عن ابنه فى سوريا، متابعاً: «تدور أحداث الفيلم عن رجل عادى كرس حياته كلها لعمله ولابنه، يجد أن عليه التعامل مع ابنه الذى أصبح متشدداً إسلامياً، العمل لا يتحدث عن داعش، ولا عن الأسباب التى تدفع شبابنا إلى الرحيل، بل يتعلق بمعنى كونك أباً».
وتحضر المملكة لعربية السعودية فى المهرجان بـ9 أفلام قصيرة من خلال جناح خاص للمجلس السعودى للأفلام، بالإضافة إلى فلسطين التى توجد بجناح خاص لوزارة الثقافة، وذلك لتعزيز مكانتها على خريطة السينما والثقافة العالمية، وعلى الجانب الآخر تفتتح السينما التونسية قسم «نصف شهر المخرجين»، بعرض 4 أفلام روائية قصيرة.