حكاية غنوة| "بشراك".. طقطوقة محمد فوزي للصائم
محمد فوزي
يخفق قلبك وتشعر بأجواء ليالي رمضان وروحانياته الدينية، عند تشغيل المذياع أو التلفزيون وتجد الأغاني والتواشيح الدينية مُعلنة قرب الشهر الفضيل، الذي ينتظره الأطفال قبل الكبار مسلمين ومسيحيين.
في تعاون لم يكن الأول بين الفنان محمد فوزي، والشاعر بيرم التونسي، قدما أغنية تغذى عليها روح الصائم العاشق للشهر الكريم بعنوان "بشراك يا صايم"، وهي من أجمل الأغاني التي قدمتها الإذاعة، والتي تعكس الفضائل الاجتماعية وفضل الصوم، "للي يصوم فرحتين.. الفرحة في الدنيا ويا هناه من يفوز.. بالفرحة في التانية".
الأغنية التي عشقها الصغار قبل الكبار ألفها بيرم التونسي، ولحنها وأطرب وجداننا بها محمد فوزي، لأول مرة في الإذاعة بعد مغرب يوم السبت 3 رمضان عام 1375 هجريًا، الموافق 14 أبريل عام 1956 ميلاديًا، وذلك وفق ما ذكره دكتور نبيل حنفي محمود، في مقالة بعدد قديم من مجلة الهلال، تحت عنوان "الأغنية الرمضانية من الفاطميين إلى عصر الإذاعة".
تعبر الأغنية بصدق وبساطة عما يجنيه الصائم من صيامه، ولعل في مذهب الأغنية والتي صاغها محمد فوزي في قالب "الطقطوقة" وغصنها الأول ما يؤكد ذلك، حيث يبدأ محمد فوزي الأغنية بـ"بشراك يا صايم.. عند الله، لك أجر دايم.. عند الله، يا صايمين النبي قال.. الصيام جنة، فيها النعيم والثواب.. يا رب ناولنا نفرح بنورها.. الله الله ونشوف قصورها.. الله الله".
وسيم عفيفي، باحث في التراث، كشف سبب ضياع بعض كواليس الأغنية قائلا: "رغم المشوار الطويل للفنان محمد فوزي، إلا أنه لم يؤرخ أحدا مسيرته الفنية، وكذلك الحال في سبب ضياع تراث معظم رواد مطربي الإذاعة، حيث كانت تعتمد في المقام الأول على البث المباشر وليس التسجيل".