أصعب 24 ساعة في حياة بائع الفول: «صباح ومسا.. يوم ما يتنسى»
بيع الفول فى صباح آخر أيام شعبان
تمر ساعات الليل وهو مستيقظ، يراقب القدور ومن تحتها شعلة النار، حتى تستوى حبات الفول وتصبح جاهزة للأكل، ثم يخرج مبكرا ويضع قدوره على تروسيكل وينطلق بها إلى حيث يبيع الفول يوميا، لكنه فى ذلك اليوم الذى يسبق رمضان تكون ساعات عمله 24 ساعة كاملة، فاليوم يحمل فى الصباح الفطار العادى وفى المساء وجبة السحور.
يتحرك صلاح محمد يوميا من منزله إلى المكان الذى تستقر أمامه عربة الفول فى محل صغير، ويقف فى مكانه حتى العصر، ثم يعود إلى منزله بعدما يكون قد أتم بيع كل ما فى القدور، ويستسلم للنوم، حتى تبدأ ليلة جديدة من العمل، لكن الرجل الذى يعمل طيلة السنة فى بيع الفول، خرج صباح أمس إلى عربته، وهو يعلم أنه سيعود إلى المنزل دون نوم: «ده بالنسبالى اليوم الوحيد فى السنة اللى بيبقى 24 ساعة عمل متواصل ومبنامش، وبنبقى مجهزين نفسنا ومستعدين عشان كده» يحكى الرجل، الذى بدأ يومه منذ الـ12 منتصف الليل لتحضير الفول للصباح: «القدور أحجام، أنا بستخدم اللى بتشيل 35 كيلو فول، فلازم بالليل أكون مسوى اتنين أطلع بيهم الصبح». ينتهى الرجل من عمله، ثم يعود إلى منزله مسرعا لتجهيز القدور مرة أخرى لليلة سيكون العمل فيها أشق ما يكون: «عشان سحور أول ليلة ده مهم عند الناس كلها، ممكن يطنشوا أيام تانية فى رمضان بس فى الليلة دى ميقدروش يعدوها كده».
بيع الفول فى رمضان له طقوسه الخاصة، بحسب مخلص عادل، بائع الفول الذى ورث المهنة من أسرته، التى لها أكثر من 80 عاما فى ذلك المجال، ويبدأ التجهيز للسحرو منذ العصر وحتى بعد التروايح: «وبعدها نطلع نبيع، فى ناس بتحب تشترى بدرى وناس بتشترى متأخر، وده وده زبونى» يحكى الرجل الذى يعتبر أول ليلة فى رمضان أصعب الأيام: «ببقى مطبق 24 ساعة، بس ده رزق مش هنقوله لأ، والبيت كله بيبقى شغال معايا فى التجهيز مش أنا لوحدى». فى الأيام العادية طيلة السنة يبيع الرجل ساعات الصباح فقط، وفى هذا اليوم الذى يسبق رمضان يكون العمل مساء وصباحا، ما يستدعى مشاركة الأسرة كلها معه: «وبعد كده الدنيا بتنتظم من تانى طول رمضان، بس بدل ما بقف الصبح ببيقى بالليل».