«ضيعت مستقبل أسرة بسبب مصاريف المدينة الجامعية»
على عبدالرحمن
رغم أنى منذ عام 1968، تقريباً وأنا أتنقل ما بين الوظائف الحكومية المختلفة بدءاً من مُعيد الهندسة مروراً برئيس جامعة القاهرة، وصولاً لمقعد محافظ الجيزة لمدة اقتربت من الـ3 سنوات، وواجهت مواقف صعبة وأزمات، ولكنى فى الحقيقة لا أستطيع أن أغفر لنفسى خطأ إصدارى قراراً فى عام 2004 حينما كنت رئيساً لجامعة القاهرة، برفع مصروفات الإقامة داخل المدينة الجامعية، وقتها كان القرار «ضرورياً» بسبب أن تكاليف المدينة الجامعية كانت لا تتناسب مع ما يدفعه الطالب، أتذكر أن وقتها كانت نحو 80 جنيهاً.
لاحقاً، بعد تطبيق القرار قابلنى طالب وشقيقته من محافظة أسيوط، كانا يدرسان فى جامعة القاهرة وكانا مقيمين بالمدينة الجامعية، قالا لى نصاً «انت كنت السبب إننا مانكملش تعليمنا.. لأننا ماكانش معانا فلوس نقعد فى شقة بره، ويادوب فلوسنا كانت تكفى نقعد فى المدينة الجامعية»، الحقيقة هذا الأمر أصابنى بالألم لأننى شعرت أننى تسببت فى تدمير مستقبل أسرة.
بصراحة، بعد هذا الموقف طوال وجودى على رأس جامعة القاهرة كنت أتخذ خطوات الحذر والحيطة من أى إجراء يؤثر على مستقبل الطلاب، سواء فى جدول الامتحانات أو التسهيل عليهم فى الإجراءات الإدارية داخل الجامعة، خوفاً من أن أتحمل وزر ضياع مستقبل طلاب جدد.
أمر آخر أسرى بعيداً عن العمل، فى منتصف السبعينات كنت معيداً بالجامعة، وكان لدى بعض الأطيان والأملاك بمسقط رأسى فى منيا القمح بمحافظة الشرقية، ووقتها أصر أشقائى وأبناء عمومتى على بيع تلك الأملاك، لاحتياجهم للأموال لحل بعض الأزمات المادية لديهم، وكنت أرفض بشدة، لكنى تحت ضغوط الإلحاح المتكرر رضخت لهذا الطلب وقمت ببيع تلك الأصول، ولاحقاً حينما زاد سعر تلك الأصول شعرت بالندم على اتخاذ قرار البيع.
د. على عبدالرحمن، محافظ الجيزة الأسبق ورئيس جامعة القاهرة الأسبق