وزير الأوقاف: رسالتنا الدعوية قائمة على ترسيخ مكارم الأخلاق
ملتقى الفكر الإسلامي
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الوزارة تقوم بالتنسيق المستمر مع لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 700 ملتقى فكريا يوميا على مستوى الجمهورية، ونستهدف الوصول إلى نحو 22 ألف ملتقى فكري في هذا الشهر الكريم، موضحا أن الوزارة قامت بعمل مسابقة لاختيار الأصوات الحسنة بالتنسيق مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون، كما تم عمل مسابقة للقراء الموفدين الذين يمثلون مصر في مختلف دول العالم، وللأئمة الذين يُصَلُّون التراويح بجزء كامل.
وأضاف جمعة، خلال افتتاح ملتقى الفكر الإسلامي والذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في الفترة من 3 ـ 23 رمضان، بحضور الدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، أن النفس والعقل والإنسانية، وكل ما يتصل بالإنسان يؤثر مكارم الأخلاق، فقد أجمعت الشرائع السماوية على جملة كبيرة من القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية، ولم يختلف على ذلك دين من الأديان أو ملة من الملل؛ لأن مكارم الأخلاق أمر ثابت ومتفق عليه، يقول رسولنا الكريم: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ولأن الأخلاق تقي الإنسانية كلها من مهاوي السوء، مشيرًا إلى أن الإنسان يعرف بأخلاقه، فإذا أردت أن تعرف إنسانًا فاسأل عن أخلاقه.
وتابع الوزير، أن الشرائع قد تختلف في العبادات وطريقة أدائها وفق طبيعة الزمان والمكان ، لكن الأخلاق والقيم الإنسانية التي تكون أساسا للتعايش لم تختلف في أي شريعة من الشرائع ، حيث يقول نبينا "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، موضحا أنه لا توجد شريعة من الشرائع أباحت قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، أو أباحت عقوق الوالدين، أو أكل السحت، أو أكل مال اليتيم، أو أكل حق العامل أو الأجير، أو أباحت الكذب، أو الغدر، أو الخيانة، أو خُلف العهد، أو مقابلة الحسنة بالسيئة.
وأوضح أن جميع الشرائع السماوية اتفقت وأجمعت على هذه القيم الإنسانية السامية، من خرج عليها فإنه لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب، وإنما يخرج على مقتضى الإنسانية وينسلخ من آدميته ومن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
وأشار إلى أن العلماء قسموا الصوم إلى ثلاثة أنواع، الأول : صوم العوام، وهو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، الثاني: صوم الخواص وهو أن تصوم الجوارح عن المعاصي، فيكف الإنسان لسانه عن الغيبة والنميمة، وعينه عن النظر إلى ما حرم الله، وأذنه عن سماع ما يغضب الله، ويده عن أذى الناس، وهو ما يتسق مع المعنى العام للإسلام الذي يعد الصيام أحد أركانه، أما أولئك الذين يصومون عن الحلال ويفطرون على ما حرم الله من المال الحرام أو الطعام الحرام، أو بالنيل من خلق الله غيبة ونميمة فما صاموا ولا انتفعوا بصيام، حيث يقول نبينا: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
أما النوع الثالث: فهو صوم خواص الخواص الذي لم يقف عند الترفع عن المعاصي فقط وإنما الاجتهاد والتعب في تحصيل مكارم الأخلاق وعلو الهمة فيها، فهو كف القلب عن الهمم الدنية والشواغل الدنيوية والإقبال على الله بالكلية، والتحلي بكل مكارم الأخلاق والترفع عن السفاسف والدنايا، فهؤلاء هم من يعرفون للشهر قدره، ويدركون له عظيم مكانته، فهم الذين عرفوا، فهم أولى الناس بالتعرض فيه لنفحات ورحمات الله.
وأكد الوزير، أن الشعب المصري بطبيعته محب للأخلاق ويسعى لمكارمها، ومما أضعف الأخلاق في الآونة الأخيرة أن الجماعات المتطرفة وظفت الدين توظيفا سياسيا وكانت لا تعنيهم الأخلاق بقدر ما يعنيهم تسويق أنفسهم سياسيا ومجتمعيا، على أننا باستردادنا للخطاب الديني من أيدي هذه الجماعات المتطرفة وضعنا الأمور في نصابها، وجعلنا من ترسيخ مكارم الأخلاق أولوية دعوية في خطابنا، وهذه رسالة أئمة وزارة الأوقاف.
وفي كلمته قدم الدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب الشكر للوزير لرعايته للملتقى المتنوع الجوانب دينيا وثقافيا، متحدثا عن أهمية الأخلاق، مبينا أن الرسالة المحمدية قائمة على مكارم الأخلاق، وأن الشعب المصري عظيم في قيمه وأخلاقه، مؤكدًا أن العبادات كلها مبنية على مكارم الأخلاق، وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له؛ لأن الله خص شهر رمضان بأمور ما كانت لغيره من الشهور كنزول القرآن وليلة القدر.
وأشار "العبد" إلى أن وزارة الأوقاف لا تألوا جهدا في مساجدها وعلى منابرها للدعوة إلى الأخلاق الكريمة ، مؤكدًا أن أخلاق المسلمين لن تتغير من الإيجابية إلى السلبية ، وسيعود أهل الإسلام إلى قيمهم ومبادئهم السوية الصحيحة .