أغاني رمضان| "علشان دايما مع بعض".. أوبريت تحول من إعلان إلى "رنات موبايل"
إعلان موبينيل
في مدة لا تتجاوز 4 دقائق، بكلمات بسيطة ممزوجة بموسيقى فلكورية تعتمد على آلة السمسمية، ولهجات مصرية متعددة بين العامية والنوبية والسواحلية، تابع جموع المصريين في رمضان قبل الماضي الأوبرت "علشان دايمًا مع بعض"، الذي جذب انتباههم ومس قلوبهم، واستطاع جمع معظم أطياف الشعب المصري، بعد أن غابت هذه الظاهرة لمدة طويلة.
وعلى خلاف غيره من الإعلانات في مرحلة التسعينات والثمانيات التي مازالت عالقة في أذهاننا، خاصة خلال فترة رمضان، تحول الإعلان الذي أنتجته "موبينيل" في رمضان عام 2012، ووصفته الشركة "بالهادف"، من كونه مجرد إعلان تجاري عادي إلى أوبريت تعرضه القنوات باستمرار، والمحلات التجارية، ويرددها الجميع في كل الأوقات، ويجعلون الجزء المفضل لهم "رنات" لهواتفهم المحمولة، بعد أن جمعت في كلماتها ومشاهدها بين الطريقة العامية، والشعبية، والنوبية، والفلاحون والصعيدية، والسيناوية، والسواحلية، وشباب "الألتراس"، والراب.
ميز الإعلان، جمعه بين مطربين لا يعرف كل منهم الآخر، ولكنهم اجتمعوا في أداء أغنية أحبوها وأحسوا أنها ستنير قلوب المصريين، وسعدوا بالعمل بها، فتنوع فريق العمل بين أسامة الهادي أحد أعضاء فرقة "050" من المنصورة، وإيمان رضوان عضوة فريق "قص ولزق"، وإبراهيم فاروق عضو فريق "أسفلت"، وأوكا المطرب الشعبي، والفنان جمعة غنّام من سيناء، ومن ألحان أحمد فرحات، وإخراج أحمد عبدالله.
واستطاعت الأغنية أن تحصد أكثر من مليون مشاهدة على موقع اليوتيوب خلال شهر رمضان، والتي تجاوزت الآن الاثنين مليون ونصف، على الرغم من أن كاتبها "نصر الدين تاجي" لم يستغرق في كتابتها سوى يوم واحد، ولم يكن يتوقع نجاحها بهذا الشكل وسط زخم الإعلانات والمسلسلات الرمضانية، ولاختلاف المقاطع الغنائية وتعددها. وعلق على هذا الشأن الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، وقال لـ"الوطن"، إن الهدف من هذا الإعلان هو خلق سوق ترويجي للشركة في كل المناطق المصرية، حيث إنها تعتمد على استغلال نسبة المشهدة الجماهيرية المكثفة في شهر رمضان، وجمعت أماكن عدة بمطربيها ولهجاتها المميزة، فعملت على الجانب النفسي والعاطفي في المصريين، والأكثر تأثيرًا لديهم.
كما حصد الإعلان الكثير من التعليقات على موقع اليوتيوب، فكان من بينها تعليق مميز، قال فيه صاحبه "الأغنية أثرت فينا علشان أظهرت جانب لا يمكنه الظهور في أي أغنية ثانية، وهو الترابط زي طبق الأكل اللي بيلف على الجيران، زي الوقفة مع جيرانك في الأفراح والأحزان، زي أول أيام الثورة".