رمضان في الغربة| رغم فقدان اللمة.. أسامة يحاول إحياء أجواء مصر ببولندا
أسامة محمود
ممسكًا للهاتفه الذكي، وسط الكثير من تهئنات قدوم الشهر الكريم، وقف أمام "بوست" للأصدقاء القدام، يتحدثون عن رمضان في مصر، "وسط اللمة"، تذكر حينها "العيلة، والعزومات وصلاة التراويح وزحمة الشوارع بعد المغرب، ولحد السحور، وقاعدة القهوة مع الصحاب، وسهرة حلوة في شارع المعز"، فلم يريد سوى يوم واحد من هذه الأيام.
أسامة محمود، 27 عام، يقضي ثاني رمضان له في بولندا، منذ أن تزوج "أولاه - Ola"، يعيش معها في بلد غريب عنه، لا يعرف فيها أحد، كان أصعب وقت مر عليه منذ فترة طويلة، يصوم وحده من الساعة الثانية ونصف الفجر، وحتى التاسعة ونصف مساء.
"فعلا بره مصر مفيش رمضان والجو الجميل".. يفتقد أسامة، روحانيات الشهر الكريم فأقرب مسجد يبعد عن منزله مسافة كبيرة، "مرة واحدة فطرت هناك بس كان الموضوع صعب، كنت مصدوم بين أجواء الألفة في مصر، وبين إني لوحدي محدش حاسس بيا"، كما وصف أسامة لـ"الوطن".
تقابل أسامة مع عدد من المصريين والعرب، لكن في بلد أجنبي يصعب التقابل بشكل مستمر، للذهاب للمسجد، أو التجمع على الفطار، لظروف العمل الضاغطة معظم الوقت، "بعدما ربنا كرمني وبقا ليا شلة حلوة 4 مصريين 6 عراقيين وفلسطينين وتونسيين، كنت ناوي والله استحضر روح رمضان علي قد مقدر عزومات وحتي نصلي التراويح في البيت عندي"، لكن للأسف لم يتحقق ذلك، ففي شهر إبريل الماضي، انتقل إلى عمل جديد في مدينة أخرى، "ورجعت زي ما بدأت معرفش حد هنا، لسه حتي موصلتش لطريق المسجد".
أرجع أسامة، أسباب العنصرية ضد المسلمين، في خوف الكثير من الشباب الذي يعيش في بولندا، التردد كثيرا علي المسجد، ففي المرة التي زار فيها المسجد الكبير هناك، لفت نظر أسامة، أن مجموعة من المسلمين أقاموا فطار عام حتي لغير المسلمين، وكانوا يورعون كروت مدون عليها أسماء باللغة العربية، ليتعرفوا على صورة أفضل للإسلام.
يتذكر أسامة، عزيمة العائلة في الجمعة الأولى من رمضان كل عام قبل السفر،"بيبقي أحلى يوم مش عشان الأكل بيبقي حلو لا خالص عشان فعلا العيلة كلها بأجيالها مجتمعة، وطبعا اليوم ده في رمضان اللي فات كنت بتقطع من جوايا".
لكن وسط الغربة، تحاول زوجته دائمًا تعويضه هذا الإحساس، وتهيء له الجو الأشبه بأجواء رمضان.