بنى سويف: الطلمبات الحبشية بديلاً لشبكات المياه فى «الصيف»
أهالى بنى سويف يعانون من انقطاع المياه
مع دخول فصل الصيف، وارتفاع درجة الحرارة، بدأت العديد من القرى فى محافظة بنى سويف، خاصةً الواقعة فى نهاية شبكات مياه الشرب، تعانى أزمة «عطش» حادة، ضربت أغلب مراكز المحافظة، بدايةً من مركز الواسطى شمالاً، إلى مركز الفشن جنوباً، تباينت حدتها بين الانقطاع التام، أو ضعف ضخها، أو عدم وصولها إلا خلال ساعتين فقط، فجر كل يوم أو اثنين، على الرغم من إجراء عمليات إحلال وتجديد لعدد من محطات مياه الشرب بالمحافظة.
نهايات الشبكات بدون مياه لأيام.. والأهالى: «المياه ضعيفة.. وساعتان يومياً لا تكفى»
ففى مركز الواسطى يشكو أهالى قرى وعزب «حسين سليمان، ومحمد إبراهيم، وعطف أفوه»، من انقطاع مياه الشرب أغلب فترات اليوم، وعدم عودتها إلا ساعتين فجراً، ما دفع معظم الأهالى إلى الاستعانة بـ«الطلمبات الحبشية»، التى انتشرت داخل القرى كحل بديل لتوفير المياه، ويتجمع الأطفال والسيدات حول الطلبمات أغلب فترات اليوم، لسد احتياجاتهم من تلك الطلمبات، التى تسحب مياهها من باطن الأرض، ملوثة بالصرف الصحى والزراعى. ويضطر الأهالى فى عزبتى «حسين سليمان، ومحمد إبراهيم»، اللتين يزيد عدد سكانهما على 3 آلاف مواطن، إلى تعبئة الأوانى البلاستيكية، ونقلها إلى منازلهم، لسد احتياجاتهم من المياه، ووصف «رجب القرش»، أحد الأهالى، حال عزبة «سليمان» قائلاً: «تعبنا، وأغلبنا المرض جاله، بنشرب من مياه الطلمبات الحبشية اللى كلها ميكروبات»، وأوضح أنه مع بداية دخول الصيف، وارتفاع درجة الحرارة، وزيادة استهلاك المياه، فقد أدى ذلك إلى ضعف ضخ المياه، وعدم وصولها إلى الخطوط بنهاية الشبكات، وأكد أن مياه الشرب لا تصل إلى منازل القرية إلا لساعة أو ساعتين فقط فى اليوم، وتكون فى فترة الفجر، وأغلب الأهالى يكونون نائمين، وأضاف: «أهالينا يقومون بتخزين احتياجاتهم من المياه لاستخدامها فى الشرب أو الطبخ نهاراً، وهناك من لا يستطيع ذلك، فيضطر إلى شراء جراكن المياه من تروسيكلات، تجلبها من بعض القرى المجاورة». وتابع «القرش» قائلاً إنه «فى بعض الأحيان تنقطع المياه ليومين أو ثلاثة، ونضطر للشرب من مياه الطلمبات الحبشية، التى تجلب مياهها من مصرف زراعى يمر بالقرية، ما يتسبب فى إصابة العديد من الأهالى بالأمراض»، ولفت إلى أن الأهالى تقدموا بالعديد من الطلبات لمد خط لنقل مياه الشرب من قرية «قمن العروس» إلى عزبة «حسين سليمان»، التى لا تبعد عنها سوى 450 متراً فقط، بدلاً من الخط القديم الواصل للقرية عبر عزبة «الوكيل»، إلا أنه فى كل مرة كان يتم الرد على هذه الطلبات بالرفض.
وفى قرية «عطف أفوه»، التابعة أيضاً لمركز الواسطى، قال «أحمد خميس»، أحد الأهالى، إنه «نظراً لكون قريتنا آخر قرى المحافظة من اتجاه الشمال، وفى نهاية خطوط شبكة مياه الشرب، لا تصل المياه إلينا باليومين والثلاثة، ويعتمد أغلب أهالى القرية على مواتير رفع المياه، التى تجلب معها الرمال والرواسب من المواسير المتهالكة، ما يتسبب فى إصابة العديد من الأهالى بالحصوات الكلوية، وزيادة استهلاك الكهرباء».
وفى مركز ناصر، تحدث «محمد سليمان»، أحد أهالى قرية «محمود حمد»، المعروفة أيضاً باسم «التيه»، قائلاً: «المياه ضعيفة، ولا تصل المنازل إلا فى أوقات متأخرة من الليل، ونضطر إلى تخزينها حتى نستخدمها طوال اليوم»، وأكد أن الأهالى يعانون من نفس المشكلة منذ أكثر من ثلاث سنوات، دون حل، وأغلب الأهالى اضطروا إلى استخدام المواتير لضخ المياه إلى المنازل، رغم ما تسببه لهم من أمراض.
ومن جانبه، قال رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى ببنى سويف، المهندس محمد سعيد نشأت، إن الشركة تدرس أفضل الحلول المتاحة للقضاء على مشكلة ضعف المياه فى بعض القرى المرتفعة، أو الواقعة فى نهايات الخطوط، التى تظهر مشكلة ضعف المياه بها فى فصل الصيف بصفة خاصة، نتيجة زيادة الاستهلاك، وأضاف أن الشركة دفعت بعدد من المضخات لرفع المياه إلى بعض هذه القرى، وتابع بقوله إن «الشركة تواجه استخدامات سيئة من بعض المواطنين، الذين يتعدى بعضهم على الخطوط العمومية، ويسرقون المياه، لرى الأراضى الزراعية، وهو ما كشفته الشركة فى عدة مرات، أو اتجاه البعض الآخر إلى استخدام مياه الشرب فى رش الشوارع أمام منازلهم، أو فى غسيل السيارات، أو ترك صنابير المياه مفتوحة لفترات طويلة.