عادل إمام: سأظل أواجه الإرهاب فى كل أعمالى
يعتبر عادل إمام واحدا من أهم الفنانين الذين ناقشوا قضية التطرف والإرهاب فى أعمالهم إن لم يكن أهمهم على الإطلاق.
ونادرا ما نجد عملا يقوم ببطولته عادل إمام إلا وكانت شخصية المتطرف الدينى موجودة ضمن أحداثه، سواء كانت الشخصية الرئيسية فى العمل مثل فيلم «الإرهابى»، أو كانت شخصية ثانوية مثل فيلم «مرجان أحمد مرجان».
عن هذه الشخصيات المتطرفة وهل اقتربت من الواقع السياسى الحالى يدور هذا الحوار مع عادل إمام.
* لماذا تحرص على تقديم شخصية المتطرف فى معظم أعمالك؟
- مؤمن بأن الفن رسالة لذا حملت على عاتقى مواجهة الإرهاب والعناصر المتطرفة التى تستغل مشاعر الناس لما لهم من تأثير خطير على مجتمعنا العربى، كما أننى مؤمن بأن الإرهاب لا وطن له، وسأظل أواجهه فى كل أعمالى.
* منذ أول فيلم جسدته عن الإرهاب هل كنت تقرأ المشهد السياسى الحالى؟
- نعم، وكنت أعلم جيدا خطورة هذه الجماعات التى عاشت معظم حياتها تحت الأرض وهدفها الوحيد هو الوصول إلى الحكم، وبيع مصر بلا ثمن، وكثير من أفلامى ما هى إلا صورة مبكرة ومكبرة لما حدث مؤخرا، فطريقة كلامهم واحدة، ومفهومهم عن الجهاد واحد، وهذا ما رآه المصريون من محاولات الاغتيال أو محاولات التحريض الواضحة التى كان ينادى بها هؤلاء من أعلى منصة «رابعة» بعد سقوط محمد مرسى.
* فى فيلمك «طيور الظلام» ناقشت فكرة التزاوج بين السلطة والإسلام السياسى.. كيف رأيت ذلك؟
- التزاوج الذى يحدث بين رجال الأعمال والسياسة يخلق نموذجا فاسدا بشقيه الوطنى الديمقراطى والإسلامى أيضاً، فالمحامى «الفلاتى» الذى ينمو فى ظل وزير فاسد من رجال النظام، لا يختلف كثيرا عن المحامى «الملتحى» الذى يولد فى رحم الجماعات المتطرفة، ليلتقى الاثنان فى النهاية فى سجن «طرة» وهذا ما حدث بالفعل، فنظام مبارك «الديكتاتورى» التقى حاليا بنظام مرسى «الإسلامى السياسى» والاثنان أصبحا سجينين، لأن مبدأ التزاوج هذا خطأ فى حد ذاته، ولا فرق بين مدعى التدين وبين من يلقبهم الإسلاميون بـ«الكفرة»، فالاثنان كفرا بالشعب المصرى ولم يرحما احتياجاته.
* وماذا عن فيلمك «الإرهابى»؟
- ناقشنا فيه أكثر من قضية أولها استغلال الشباب وضعفهم فى تنفيذ عمليات إرهابية تحت شعار الدين والجهاد، وهذا ما يحدث حتى وقتنا هذا، فكثير ممن يحاولون تفجير أنفسهم منذ التسعينات وإلى ما بعد ثورة يونيو «مضحوك عليهم» باسم الإسلام، والدين منهم براء.
أما القضية الثانية فهى قضية الكبت الجنسى وقد تعرضت وقتها لهجوم كبير، ولكن يدور الزمن ليثبت ما قلته فى الفيلم والدليل على ذلك هو مناقشات البرلمان المنحل تجاه المرأة، ابتداء من قضية الختان وانتهاء بمضاجعة الزوج لزوجته المتوفاة وما إلى ذلك من هذه المناقشات المثيرة للاشمئزاز التى سمعها المواطن وشاهدها على الهواء، فأنا فى أفلامى لم أكن أفترى على هؤلاء المتأسلمين، بل فقط كشفت حقائقهم قبل أن يحرقوا أنفسهم عند الناس بأيديهم.
* ولماذا حرصت على تقديم نموذج «الإسلامى» فى فيلمك «مرجان أحمد مرجان»؟
- هذا النموذج الذى قدمناه من خلال دور أحمد السعدنى يؤكد ضعف نفوس المتأسلمين، والذين يسهل رشوتهم وهذا ما حدث مع قضية سد النهضة الإثيوبى، والاتفاقات مع «حماس» على بيع أرض سيناء لهم، فالوطن هو آخر همهم أمام مصالحهم وأهدافهم.
* كيف رأيت محاولة اغتيال وزير الداخلية؟
- أرى أن هذه الأعمال تدعو للاطمئنان والتفاؤل، فهذه البؤر الإرهابية كانت فى وقت من الأوقات تتقلد أمور الحكم، والآن عادت إلى جحورها، ولكنها ستختفى هذه المرة أسرع لأن لدينا جيشا قويا وشعبا واعيا.
* وهل تعرضت لتهديدات بالاغتيال بعد أعمالك الفنية التى واجهت الإرهاب؟
- منذ بداياتى وأنا أهدد بالاغتيال، لكن حب الناس يحمينى، وإصرارى على مواصلة رسالتى يقوينى، وحتى لو تم اغتيالى فلن أكون حزينا لأننى «أجاهد» بفنى فى سبيل وطنى وشعبى، وهذا الجهاد أبعد ما يكون عن ذهن هؤلاء.
* حدثنى عن شعورك عندما اتهمت فى قضية ازدراء الأديان؟
- شعرت حينها بحب الناس ورصيدى عند الجميع، ولا يمكن أن أنسى المظاهرات التى هتفت أمام المحاكم دعما لى فى عز النظام البائد، وكم المكالمات والزيارات من الوسط الفنى والناس العاديين، وقتها كنت موقنا بأنى لست المقصود، ولكن المقصود هو الفن والإبداع، لذا بدأوا بى، وكان المخطط أن ينالوا من بقية الفنانين، ولكن إرادة الله كانت على غير هواهم وأطيح بهم من السلطة بعد ثورة شعبية رائعة.
* وما رأيك فى حكم حل جماعة «الإخوان المسلمين» مؤخرا؟
- إنها خطوة فى مواجهة العنف، لكنها لن تكون الحل الوحيد، ويجب تطهير البؤر الإجرامية والتعاون بين قوى الدولة من جيش وشرطة وشعب لمواجهة هؤلاء المتأسلمين.
* بعد انتهاء حكم «الإخوان» هل ستستمر فى كشف أفكارهم فى أعمالك؟
- سأتناول فى أعمالى كل سلبية تظهر فى المجتمع، سواء كانت تخص الجماعات الإسلامية أو غيرها، فمن حق المواطن علينا كمبدعين أن نكون عينه التى تنقد وتعكس المشاكل كى نتجنبها أو نساعد فى حلها.