ولاء نصار تكتب: تعليم يعلِّم الحياة
ولاء نصار
إيمانى بقوة مهنتى -كمعلم بمحافظة أسوان- وقدرتها على تغيير حياة الناس للأفضل منحنى من القوة والهمة ما جعلنى أسعى بشتى الطرق لخلق جيل مختلف فى تفكيره ومهاراته فى التعايش السليم مع نفسه ومن حوله، ووجدت أن السبيل لذلك هو تنمية نفسى مهنياً بشكل مستدام وخوض تجارب جديدة وصقلها بالدراسة والعلم لغرس نبتة مبدعة تختلف عن مجتمعها.
وكثيراً ما شغلنى السؤال الذى انطلق منه «ديوى» هو ما الغاية من بقاء التلميذ كل هذه الساعات فى تحصيل أمور لا ولن تنفع المتعلم فى مواجهة الحياة الحقيقية؟ بمعنى آخر ما فائدة المدرسة إن كانت تعمل فقط على مخاطبة ذاكرة المتعلم.. فى الوقت الذى عليها أن تهتم بإعداده للحياة؟؟!!!!!
لقد قالها على، كرم الله وجهه، قبله بمئات السنين: «علموا أولادكم خير ما علمتم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم». فكانت إجاباتى على هذا السؤال عبارة عن مبادرات تربوية وقيمية مختلفة على مستوى العمل والمجتمع أهلتنى للفوز بالمركز الأول للعام 2018م كرائد مثالى على مستوى الجمهورية من قبَل وزارة التربية والتعليم المصرية، حيث مثلت محافظة أسوان من خلال مبادرة (نسود بأخلاقنا) ومبادرة (قادة يغيرون الحياة)، اللتين هدفتا إلى خلق إنسان يسود فى مجتمعه بالأخلاق الكريمة ويصبح قيادة مستقبلية لها تأثيرها النافع على المجتمع منذ الصغر، وقد دفعنى لمثل هذه المبادرات ما يمر به مجتمعنا من تغير أخلاقى دخيل علينا ويختلف عن قيمنا؛ حماية لهذه الأجيال مستقبلاً. وأرى أن هذا من أدوار المعلم الحقيقية أن يربى جيداً ليعلِّم.
كما جاءت مبادرات تعليمية علمية لغوية أهلتنى للفوز بالمركز الأول ولقب أفضل معلم بجمهورية مصر العربية للعام 2017 من قبَل الائتلاف المصرى للتعليم، والتى مثلت بها محافظة أسوان وكانت تهتم بتحقيق هوية المتعلم من خلال ما يتعلمه ومن خلال لغته الأم كمبادرتى (معلمون يغيرون الحياة) و(لغتى هويتى)، اللتين هدفتا إلى إعداد تلميذ يفكر بلغته الأم ويواجه بها تحديات العصر الذى يعيشه ويتطور بها فكرياً وإنسانياً واجتماعياً ودينياً وعملياً ووجدانياً وتنمى بداخله انتماءه للغته الأم، وخلق مواطن إنسان يتعلم كيف يفكر ليبدع وليتعايش سوياً مع من حوله ويستمر إبداعه لمن بعده ليحقق غاية الله فى الأرض من عمارتها، ومساعدة المعلم والمتعلم وولى الأمر فى الوصول بأسرع الطرق لكل ما هو جديد فى التدريس ونشر ثقافة المواطنة العالمية.
وقد ساعدنى على كل ذلك البرامج التدريبية والتدريسية المختلفة التى تلقيتها بأسوان وخارجها كبرامج التعلم النشط والتكنولوجى والقرائية وأنشطة اليونيسكو (أهداف التنمية المستدامة 2030) وبرنامج «المعلمون أولاً» الذى يؤسس لسلوكيات تدريسية تأخذ بيد المعلم للإبداع والعمل المتقن الموجه. فإذا لم نغير الطريقة التى نعلِّم بها، فستواجهنا بعد سنوات قليلة من الآن مشاكل لأن الأشياء التى نعلِّمها لأطفالنا تعتبر الآن قديمة تمتد لأكثر من 200 عام
يجب أن يتوقف المعلمون عن تدريس المعرفة فقط، وعلينا أن نعلّم شيئاً فريداً يفيدهم فى حياتهم.
المهارات الحياتية هى التى نحتاجها لتعليم أطفالنا: القيم، والإيمان، والتفكير المستقل، والعمل الجماعى، ورعاية الآخرين.
لن تعلمك المعرفة فقط كل شىء.. يجب أن نقوم بالتعليم بشكل مختلف، تعليم يعلِّم الحياة.
معلمة