أهالي قرية أبوسليم يقطعون الطريق ويطالبون بتدخل رئيس الجمهورية
قطع المئات من أهالى قرية أبوسليم، طريق الكورنيش الرابط بين مداخل ومخارج محافظة بنى سويف الشمالية، والجنوبية فجر أمس، وأشعلوا الإطارات وسط الطريق، وذلك فى تطور سريع لأحداث أمس الأول بين قوات الأمن والأهالى، التى تسببت فى مقتل 4 وإصابة 9 من شباب وأطفال القرية، منهم جابر سعيد، ومحمود حامد، وجمال رجب، وجابر سيد، لقوا مصرعهم، بسبب الإهمال فى إسعافهم، من قبل الأطباء فى المستشفى العام.
وحسب شهود عيان، حطم الأهالى نقطة شرطة داخل مبنى المستشفى كرد فعل على وفاتهم، وقطعوا طريق الكورنيش الرابط بين مداخل، ومخارج المحافظة الشمالية، والجنوبية، وهددوا بعدم فتحه، قبل قدوم وزير الداخلية بنفسه، للتفاوض معهم، حول نقل المعسكر من القرية، وكذلك القصاص من قتله أبنائهم.
وطالبوا الرئيس محمد مرسى بأن يتدخل بنفسه، ليشاهد الفاجعة التى تعرضوا لها من قبل الشرطة ببنى سويف، قبل ذهابه لقنا.
على جانب آخر، شهدت المحافظة انسحابا شرطيا ومروريا كاملا، لدرجة وصلت إلى تنظيم طلاب من اتحاد جامعة بنى سويف المرور فى شوارع وتقاطعات المدينة.
يذكر أن أحداث قرية أبوسليم التابعة لمركز بنى سويف، لم تشهد المحافظة مثيلاً لها منذ اندلاع ثورة يناير، حيث أطلقت قوات الأمن المركزى من معسكرها المتاخم لقرية أبوسليم، وابلاً من الأعيرة الرشاشة، والقنابل المسيلة للدموع، مما أدى إلى مقتل 4 وإصابة 9 من شباب وأطفال القرية، وأحرقت 3 من بيوت الأهالى، مما دفع المواطنين لتحطيم مكتب المحافظ، والمستشار العسكرى، وسيارات المحافظة، وأشعلوا النيران فى سيارات الشرطة، كما حطموا وحدة الإنقاذ النهرى، والمسطحات المائية.
يقول «أنور جمال»، 35 عاما، صاحب فرن لدهان السيارات، معللا سبب الأحداث، إن جنود الأمن المركزى دائما ما يقفزون من أعلى سور معسكر الأمن المتاخم للقرية ويتسللون إلى البيوت المتاخمة للسور، أو إلى الزراعات لشراء مستلزمات البقالة لهم ولزملائهم، كما يتحرشون بفتيات القرية، وعندما نهرنا أحدهم عن ذلك جمع لنا ما يزيد على 50 من زملائه المجندين، وخرجوا علينا يحملون الشوم، ويضربون من يقف فى طريقهم.
ويضيف محمود جمال ـ 32 عاما ـ عامل، قائلاً: «خرج علينا الجنود وانتهكوا حرمة البيوت فأغلقنا الطريق المؤدى إلى المعسكر، بل وأغلقنا محبس المياه الرئيسى عن المعسكر، حتى يتحرك المسئولون، ولم نكن لنتخيل أو نصدق أن تتعامل معنا الشرطة بهذه الطريقة».
تقول «سماح مصطفى ـ معلمة»: فى البداية ظننا أن ما يطلق تجاهنا مجرد طلقات (فشنك) من أجل فض تجمع الأهالى الغاضبين، إلا أننا فوجئنا برصاص حقيقى، وإذا بالضابط المسئول عن أمننا وحمايتنا، يصدر أمره للجنود بإطلاق الرصاص، ولم تتمكن أية سيارة إسعاف من الوصول إلينا.
وأصر عدد من أهالى القرية، على أن يظهروا وجها آخر للحقيقة، إذ أكدوا أن تلك الأحداث ترجع إلى قيام كل من «أحمد معوض أحمد بلاطة» و«ابن الوردانى» و«أحمد رفعت» وهم عاطلون عن العمل، بتهريب وبيع البانجو لبعض المجندين بالمعسكر، وأنهم تعدوا على أحد الجنود أثناء خروجه ليلا، وسرقوا حافظة نقوده، بسبب تأخره فى دفع قيمة ما اشتراه منهم من مواد مخدرة، فاستنجد المجند بزملائه، مما تسبب فى اندلاع الاشتباكات.