وزير الاستثمار البريطانى: «صلاح» أفضل استثمار رياضى فى بريطانيا خلال السنوات الماضية
جراهام ستيوارت وزير الاستثمار البريطانى
اعتبر وزير الاستثمار البريطانى جراهام ستيوارت، أن النتائج الإيجابية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى تظهر بوضوح بعد عامين من تبنيها، من خلال نجاحها فى توفير فرص العمل وتقليل نسب التضخم، مضيفاً: «الإصلاحات أثبتت أنها روشتة ناجحة لعلاج الاقتصاد». وقال «ستيوارت»، فى تصريحات للصحفيين على هامش حفل إفطار جمعية الأعمال المصرية البريطانية، مساء أمس الأول، إن زيارته للقاهرة تعد أولى زياراته لأفريقيا بعد توليه منصبه فى يناير الماضى، ما يعد دليلاً على دعم المملكة المتحدة للإصلاحات الاقتصادية المصرية لجذب الاستثمار الأجنبى وتحرير الاقتصاد، كما أن مصر الدولة الأكثر سكاناً والأفضل فى سياسات المشروعات الصغيرة، وترى لندن أن مصر شريك له أهمية متزايدة اقتصادياً، وشريك استراتيجى لا غنى عنه إذا كنا نريد إقامة شراكة اقتصادية مع أفريقيا والشرق الأوسط.
وأشار «ستيوارت» إلى أن بريطانيا أكبر مستثمر أجنبى فى مصر، فقد مثلت الاستثمارات البريطانية 14% من حجم الاستثمار الأجنبى المباشر فى مصر خلال العام المالى 2016-2017، كما تخطى حجم التبادل التجارى بين البلدين 3 مليارات جنيه إسترلينى خلال العام الماضى بزيادة نحو 5% عن العام قبل الماضى. وقال الوزير البريطانى إنه «يشهد اليوم توقيع اتفاقية بين شركة راتشفورد، إحدى أكبر الشركات التكنولوجية البريطانية، وشركة مصرية لنقل تكنولوجيا دقيقة لصناعة الأطراف الصناعية سيكون المصنع الأول من نوعه فى مصر».
«ستيوارت» يعلن بناء أول مصنع إنجليزى للأطراف الصناعية فى مصر.. ورؤساء الجامعات البريطانية فى مصر يونيو المقبل لتدشين أفرع جديدة
وأضاف الوزير البريطانى أن بلاده تعمل على استمرار تطبيق بنود الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الأوروبى ومصر، وبشكل ثنائى بين بريطانيا ومصر بعد الخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبى، مضيفاً: «نأمل أن تتخطى علاقاتنا الاقتصادية ذلك المستوى لما هو أفضل»، وأوضح أن قرارات البنك المركزى بتقليل أسعار الفائدة خطوة لتقليل التضخم وهذا يعطى ثقة أكبر للمستثمرين للانتقال إلى مصر ويساعد على استقرار الاقتصاد، مشيراً إلى لقائه السير جيفرى دونالدسون، المبعوث التجارى البريطانى لمصر، مؤكداً أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من الزيارات للمسئولين ورجال الأعمال البريطانيين لمصر.
ورداً على سؤال حول إمكانية الاستثمار بمصر فى مجال الرياضة، أكد وزير الاستثمار البريطانى أن مصر مكان مناسب للاستثمار فى مجال الرياضة بعدد سكانها الكبير واهتمام الجميع بمتابعة الرياضة، مضيفاً: «نشجع رجال الأعمال البريطانيين على الاستثمار فى الرياضة أو غيرها فى مصر»، وتابع: «أفضل استثمار فى مجال الرياضة ببريطانيا خلال السنوات الماضية هو مو صلاح، ورغم أننى مشجع لنادى مانشستر يونايتد فإننى أحبه كثيراً والجميع يحبه فى المدارس وكل مكان، فهو شخصية رائعة، ولم أر الجماهير ترتدى تيشيرت لاعب فى ليفربول كما تفعل حالياً مع صلاح، والآن علينا أن نجد مو صلاح آخر ونرسله إلى مانشستر يونايتد». ورداً على سؤال حول المشكلات التى نقلها المستثمرون البريطانيون فى مصر خلال لقاءاته معهم، أكد الوزير أنه «منبهر برؤية المستثمرين البريطانيين لمصر على أنها مكان جيد جداً للاستثمار، بعد التحسن الكبير فى الإجراءات لتشجيع الاستثمار مثل استغراق تأسيس أى شركة أقل من أسبوع بدلاً من 600 يوم، وهذا يؤكد جدية مصر فى جذب الاقتصاد الأجنبى، وأهمية استمرار مصر فى إجراءاتها لتحسين شروط الاستثمار لأن مصر ما زالت ليست أسهل دولة فى شروط الاستثمار».
وحول دعم المشروعات الصغيرة، أوضح «ستيوارت» أنه التقى مسئولى البنك المركزى المصرى، وأكدوا حرصهم على خلق نظم تمويل تساعد المشروعات الصغيرة، الذى زاد خلال عام من مليونين إلى 2.5 مليون شخص يعملون فى ذلك القطاع بقيمة من 6 إلى 11 مليار جنيه، والهدف أن يزيد العاملون إلى 10 ملايين شخص باستثمارات 30 مليار جنيه، وأعلن أنه خلال العام الحالى سيأتى وفد من شركات الخدمات المصرفية البريطانية لمصر لنقل خبراتها فى ذلك المجال.
وأعلن السفير البريطانى بالقاهرة، جون كاسن، أن الحكومة البريطانية فى المراحل النهائية للموافقة على تمويل بقيمة مليار دولار للمساهمة فى مشروع التحرير للبتروكيماويات الذى تتم إقامته فى العين السخنة حالياً.
فى سياق متصل، أكد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، أن «بريطانيا تعتبر وجهة علمية متميزة للطلاب والباحثين والأكاديميين المصريين، حيث تستقبل الجامعات البريطانية قرابة 20 ألف طالب وباحث مصرى»، مشيراً، خلال لقائه مع «ستيوارت» و«كاسن» بمقر الوزارة أمس، إلى أن «وزارة التعليم العالى تعمل على تيسير فتح أفرع للجامعات البريطانية المتميزة فى مصر. وقال «عبدالغفار» إن «مصر تحتل مكانة متميزة فى بعض المجالات العلمية مثل النانو تكنولوجى والطب والكيمياء والهندسة»، فيما أشاد الوزير البريطانى بالتعاون القائم مع مصر فى جميع المجالات، مؤكداً أن مصر لها مكانة بارزة فى خارطة الاستثمار والتعاون الدولى للمملكة المتحدة، موضحاً أن زيارته لمصر تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادى مع مصر.
من جانبه، أكد الدكتور عصام خميس، نائب وزير التعليم العالى، تطلع مصر للتعاون مع المملكة المتحدة فى مجال البحث العلمى والتكنولوجيا والابتكار، مؤكداً اهتمام مصر بإنشاء حديقة للعلوم والتكنولوجيا مع الجانب البريطانى فى أسرع وقت، وجذب الشركات البريطانية للعمل فى مصر فى مجال حدائق العلوم والتكنولوجيا، مؤكداً أن لدى الوزارة استراتيجية موحدة للعلوم والتكنولوجيا تتلاءم مع رؤية مصر 2030 وخطط التنمية المستدامة فى مصر.
وناقش الاجتماع الترتيبات الأخيرة لزيارة الوفد البريطانى رفيع المستوى لرؤساء الجامعات الشهيرة فى المملكة المتحدة لبدء جولة موسعة فى الجامعات المصرية الحكومية والخاصة لبحث آفاق التعاون بين الجانبين فى يونيو المقبل، كما بحث الاجتماع مدى إمكانية تطبيق اختبار «بيرسون تيست» لتحديد مستوى إجادة اللغة الإنجليزية للأكاديميين والطلاب المصريين لتيسير دراستهم بالخارج.