حالة طوارئ قصوى داخل أروقة البرلمان.. واللجان النوعية تستعد لاستقبال «استراتيجية السيسى» فى الولاية الثانية
مجلس النواب يتزين ويستعد لاستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى
يستعد مجلس النواب لعقد جلسة خاصة متوقعة غداً السبت، لأداء اليمين الدستورية للرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد فوزه بانتخابات رئاسية ثانية فى شهر أبريل الماضى، وذلك تمهيداً لأداء مهامه كرئيس للجمهورية خلال «ولايته الثانية»، حيث شهدت الأيام الماضية حالة طوارئ قصوى داخل أروقة المجلس لتزيين وتجميل «البرلمان» استعداداً لاستقبال «السيسى».
وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، أبريل الماضى، فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى بولاية رئاسية ثانية، محققاً 97.8 فى المائة من عدد الأصوات، التى بلغ عددها 157 ألفاً و60 ناخباً بالخارج، و22 مليوناً و491 ألفاً و921 ناخباً بالداخل، حصل السيسى خلالها على 21 مليوناً و835 ألفاً و387 صوتاً، بنسبة 97.87%، فيما حصل منافسه موسى مصطفى على 656 ألفاً و534 صوتاً بنسبة 2.92%.
ومن جانبه قال النائب محمد عطا، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، فى تصريحات لـ«الوطن» إن الرئيس عبدالفتاح السيسى سيؤدى اليمين الدستورية أمام البرلمان غداً السبت، بالتزامن مع انتهاء ولايته الأولى.
«مبارك» آخر الرؤساء الذين أدوا اليمين الدستورية أمام «مجلس الشعب» عام 2005.. الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تشرف على «تزيين المبنى»
وأضاف عطا أن الرئيس لا يستطيع تولى مهام عمله قبل أداء اليمين الدستورية، حيث نظمت المادة 144 من الدستور، إجراءات أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى لليمين الدستورية، فنصت على: «يشترط أن يؤدى رئيس الجمهورية، قبل أن يتولى مهام منصبه، أمام مجلس النواب اليمين الآتية «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه»، مشيراً إلى أن الدستور أجاز أداء اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا فى حالة غياب مجلس النواب، وهو ما حدث بالفعل بعد فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى بالانتخابات الرئاسية عام 2014.
وأشار عطا إلى أن البرلمان سيخصص للرئيس عبدالفتاح السيسى جلسة خاصة، لأداء اليمين الدستورية، وبالتالى لن تتضمن الجلسة أى أعمال أخرى، وهو ما نصت عليه المادة 109 من اللائحة الداخلية للبرلمان: «يعقد المجلس جلسة خاصة بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، يؤدى فيها رئيس الجمهورية اليمين»، مشيراً إلى أن الجلسة ستبدأ بكلمة افتتاحية للدكتور على عبدالعال، للترحيب بـ«السيسى»، فى حضور المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وحكومته.
وتُعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى غداً، لأداء اليمين الدستورية، هى الزيارة الثانية له، حيث زار البرلمان فى فبراير 2016، وألقى خطاباً حينها بمناسبة أول دور انعقاد لمجلس النواب الجديد، الذى غاب لمدة 3 سنوات منذ حله أيام الإخوان فى 2012، حيث أعلن فيها الرئيس السيسى انتقال صلاحيات السلطة التشريعية إلى البرلمان المنتخب، وتناول خطابه حينها أن مصر استطاعت إعادة بناء مؤسساتها الدستورية من جديد، مؤكداً أن مصر نجحت فى إحباط مخطط وإبطال مؤامرة كانت تحاك ضد البلد، وقال إنه كان يطمح منذ 30 عاماً إلى أن يرى مصر تحتل مكانتها اللائقة. وشهدت الأيام الماضية حالة طوارئ داخل أروقة مجلس النواب، استعداداً لاستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث تولت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة أعمال التجديد والتزيين للمجلس وقاعاته، بالتنسيق مع أمانة البرلمان، فتم تزيين القاعة الرئيسية لمجلس النواب وطلاء كافة الأبواب والنوافذ وتجديد الساعة التاريخية الموجودة بالقاعة الرئيسية التى تم تجديدها، وكذلك تزيين المسجد الموجود بمقر البرلمان والمبانى الملحقة وإعادة طلاء وصيانة كل الممرات ومختلف قاعاته، والحديقة الخاصة بالمجلس، وإعادة طلاء أسوار المجلس، والشوارع المحيطة بمقر البرلمان، كما تم إعداد «البساط الأخضر» بممرات المجلس وتجديد قاعة رئيس الجمهورية التى تستقبل الرئيس السيسى قبل دخوله القاعة الرئيسية، وطلاء واجهة وقاعة الوزراء بالممر الذى يصل مكتب رئيس البرلمان بالقاعة الرئيسية.
ومن جانبه قال النائب محمد سليم، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، إن أداء اليمين الدستورية للرئيس عبدالفتاح السيسى، سيتم بثه على الهواء مباشرة، باعتباره حدثاً تاريخياً بكل المقاييس، وأضاف سليم لـ«الوطن» أنه بروتوكولياً تعقد جلسة أداء اليمين بحضور عدد من الشخصيات العامة المصرية، بحضور الحكومة، وقديماً كان يحضر شخصيات دولية وسفراء الدول وكبار الضيوف مراسم أداء اليمين الدستورية إلا أن ضيق القاعة الرئيسية بالبرلمان لن يتحمل هذا العدد الكبير، لذلك تتولى رئاسة الجمهورية دعوة الضيوف الذين يحضرون الجلسة الخاصة، مشيراً إلى أن حضور النواب سيكون «كامل العدد»، على عكس ما يحدث بالجلسات العامة، التى تشهد غياباً لافتاً للنواب، منوهاً بأنه من المتوقع أن يلقى الرئيس السيسى كلمة عقب أداء اليمين، يعرض خلالها استراتيجيته بولايته الثانية، ومن المتبع منذ البرلمانات السابقة أن يتم إحالة خطاب الرئيس إلى اللجان النوعية لدراسته وتحليله وصدور توصيات بسبل تنفيذه من الحكومة، وتابع النائب محمد سليم «إن ما يعطى الحدث بعداً تاريخياً أنه أول قسم دستورى لرئيس الجمهورية بعد أن أدى الرئيس المخلوع محمد مرسى والرئيس المؤقت وكذلك قسم الولاية الأولى للرئيس السيسى أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية، ولم يؤد رئيس الجمهورية اليمين الدستورية منذ 13 عاماً وكان أداء الرئيس الأسبق حسنى مبارك اليمين الدستورية أمام البرلمان هو آخر أداء للقسم الدستورية لرئيس الجمهورية حتى الآن»، وغياب البرلمان بعد فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى بالانتخابات الرئاسية عام 2014، اضطره لحلف اليمين أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا.
وقال النائب الأسبق، سيد الفيومى عضو برلمان 2005، إن حلف اليمين الدستورية أمام البرلمان، الذى سيؤديه الرئيس عبدالفتاح السيسى، حدث تاريخى بالفعل، خصوصاً أنه لم يحدث منذ عهد مبارك، حيث أدى الرئيس الأسبق حسنى مبارك اليمين الدستورية أمام البرلمان 5 مرات، أولاها فى 14 أكتوبر 1981، والثانية فى 5 أكتوبر 1987، ولفترة رئاسية ثالثة عام 1993، والرابعة فى سبتمبر 1999، وكانت الأخيرة فى عام 2005، ومع ذلك كان الرئيس الأسبق مبارك يفتتح سنوياً دور الانعقاد ويدعو لجلسة مشتركة لمجلسى الشعب والشورى ويلقى خلاله خطاباً يشرح فيه سياساته وأهداف السياسة العامة المصرية فى الداخل والخارج.
وأشار الفيومى إلى أن هناك أزمة فى دعوة الشخصيات العامة لحضور حلف اليمين الدستورية للرئيس عبدالفتاح السيسى، وهى ضيق القاعة الرئيسية للبرلمان، التى تتضمن 600 مقعد لا تتحمل عدداً كبيراً من الضيوف ولن تتحمل أكثر من 650 ضيفاً هم من الحكومة وكبار رجال الدولة.