«عيد» عامل البوفيه بعد20 سنة فى «البهو الفرعونى»: الإخوان «بيكرهوا لحظة دفع حساب المشاريب» وبيعتبرونى شريك «عبدالناصر» فى إعدام سيد قطب
عيد أحمد
مقر البرلمان القابع بشارع قصر العينى بميدان التحرير، الذى ينظر له المارة باهتمام، خصوصاً أن هذا المكان يخرج عنه تشريعات تتعلق بمستقبل المصريين، يوجد به مساحة يسيطر عليها شخص واحد، المساحة هى «البهو الفرعونى» -مقر استراحة النواب- أما الشخص فهو «عيد بتاع البوفيه» كما يطلق عليه النواب الذين لا يحلو لهم تناول «المشاريب «إلا فى وجوده».
عيد أحمد، من أبناء محافظة قنا، الذى عاصر نواب الحزب الوطنى والإخوان على مدار 20 عاماً، استطاع هذا الشاب الصعيدى ببشرته السمراء وخفة دمه وقفشاته اللاذعة أن يحظى بمحبة النواب بمختلف انتماءاتهم السياسية، يطلق إفيهاته الضاحكة أحياناً والساخرة أكثر المرات.. وإلى نص الحوار:
حدثنا عن جلسات أداء الرئيس المنتخب لليمين الدستورية والجلسات التى كان يحضرها الرؤساء؟
- أنا موجود منذ أكثر من 20 عاماً فى البرلمان منذ عام 1996، وشاهدت عندما كان الرئيس حسنى مبارك موجوداً وتعرض لحالة الإغماء الشهيرة وتم نقله لغرفة مجاورة، وكنا فى شهر رمضان، وطلب منى الدكتور حمدى السيد، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب وقتها عمل فنجان قهوة للرئيس، وشاهدت شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوى وهو يدعو للرئيس بالشفاء العاجل والبركة، والمرة التى أدى فيها «مبارك» اليمين، تم إطلاق نحو 21 طلقة جنب المجلس، وكان الحرس الجمهورى بيستلم كل ركن من أركان المجلس، ووجودى يكون للمساعدة فقط. وعندما حضر المعزول محمد مرسى إلى مجلس الشورى فى 2012، كان هناك حفل استقبال له نظمه رئيس المجلس أحمد فهمى، ولمّا شفت الموجودين، حسيت إنه مجلس قندهار وإننا فى باكستان أو أفغانستان، كل الموجودين بدقون، ومعظمهم جايين من السجون، ولمّا «مرسى» جه البرلمان، سحبوا «الشوك والسكاكين من البوفيه».
حضرت برلمان «الحزب الوطنى والإخوان» هل يوجد اختلاف بينهما من وجهة نظرك؟
- نواب الحزب الوطنى كانوا «أرحم» شوية من الإخوان وناس كريمة، ولكن الإخوان لما وصلوا للحكم كانوا بيتعالوا ويتكبروا، وكانوا معتقدين إن البوفيه فى المجلس ببلاش، ووقت الحساب على المشاريب كانوا بيحسسونى إنى شريك عبدالناصر فى إعدام سيد قطب، ولمّا حد منهم يضحك ويقولى خلى الحساب بعدين، أقوله لأ ادفعوا دلوقتى شكلكوا مش هتعمروا فى المجلس ده، وكنت أقولهم انتوا جيبتولنا الفقر من ساعة ما جيتوا، لأن ازدهار البلد من ازدهار «البوفيه».
أيام الحزب الوطنى أتذكر أن المهندس أحمد عز، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب، نسى شنطة يد صغيرة بها مبلغ مالى نحو 4 آلاف جنيه، وسلمتّها بدورى للأمن، وبعد أسبوع أرسل لى مبلغ ألف جنيه، وكان نواب الحزب بيعملوا عزومات، كل محافظة تعمل عزومة مرة، وكل نائب يدفع نحو ألفين أو 3 آلاف جنيه ويعزموا المجلس كله فى البهو الفرعونى.
وماذا عن الأحداث التى سبقت ثورة 30 يونيو وحل مجلسى الشعب والشورى؟
- مجلس الشعب أيام الإخوان، كانوا كل ما يعملوا قانون المحكمة الدستورية ترفضه، وقابلت النائب عصام العريان فى البهو الفرعونى، وقلت له ضاحكاً «أحسن عشان ما بتدفعوش كتير لما تيجوا تحاسبوا، وعشان القوانين اللى بتعملوها دى مش بتعدى على البوفيه السياسى عندى زى المطبخ السياسى اللى عندكوا، لو أخدتوا رأى البوفيه، الدنيا هتمشى»، ويرد ضاحكاً: خلاص يا عيد أى قانون هنجيبه على البوفيه السياسى الأول.
ومع دعوات 30 يونيو، كنت جايب لهم ماكينات حلاقة، لأنى كنت عارف إن ده آخرهم، وكنت بضحك معاهم وأقولهم تدفعوا الحساب بدرى بدرى عشان خلاص، يضحكوا ويقولوا لى «أبداً الشعب هيطهر البوفيه ومسيرك تيجى تتحايل علينا».
وأتذكر ساعة انتخابات اللجان البرلمانية بمجلس الشعب، كانوا الإخوان بيقعدوا فى البهو، لأن الانتخابات لم تستغرق سوى دقائق قليلة، كنت أقولهم هى مناصب اللجان بتتحسب على عدد سنوات السجن ولا إيه، يعنى اللى اتسجن 20 سنة يمسك رئاسة اللجنة، واللى اتسجن 15 سنة يبقى الوكيل، و10 سنين يبقى أمين السر، يعنى اللى يتسجن أكتر يمسك منصب أكبر، السجون بالنسبة لهم فى عهد «مبارك»، كانت ترفيه ومدلعين، سألت أحد نواب الإخوان على الموضوع ده، ضحك وقالى «اسكت ده رزق كبير»، وولادى أخدوا دكتوراه واتعلموا.