«عم رفعت» أشهر ماسح أحذية «تحت القبة»: «مبارك» كان مؤدب.. و«مرسى» غشيم و«السيسى» هدية ربنا.. ولازم نستحمل
عم رفعت
يتجول بصندوقه الخشبى بأروقة البرلمان، حاملاً معه حكايات وطرائف عمرها 54 عاماً، مصطحباً فرشاته وورنيشه أينما ذهب، فهم رفقاؤه المقربون طوال هذه السنوات، هو «عم رفعت» أشهر ماسح أحذية فى البرلمان، حيث بدأ العمل داخله عام 1964، وكان يسمى حينها بـ«مجلس الأمة» ويرأسه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ظل من وقتها يجمع قصصه وحكاويه، يسردها فى حوار مع «الوطن».
إلى نص الحوار
متى بدأت العمل بمجلس النواب؟
- أنا موجود بالمجلس منذ عام 1964، منذ أن كان اسمه مجلس الأمة فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وكان يرأسه حينها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعاصرت منذ ذلك الوقت 7 رؤساء جمهورية، و9 رؤساء لمجلس النواب.
وماذا عن مواقفك مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؟
- أتذكر أحد المواقف الطريفة مع الرئيس جمال عبدالناصر، عندما فوجئت بدخوله مجلس الأمة، فى ذلك الوقت، متنكراً فى زى فلاح بـ«جلابية وعمة»، أثناء مناقشة قانون الإصلاح الزراعى، فحاول أحد رجال الأمن الموجودين أمام المجلس منعه من الدخول، إلا أننى همست فى أذنيه أن هذا الرجل هو الرئيس جمال عبدالناصر، فسقط على الأرض من الصدمة.
وبالفعل جلس «عبدالناصر» بإحدى شرفات المجلس، يتابع الجلسة، وفوجئ به الرئيس الراحل أنور السادات، الذى كان يتولى رئيس مجلس الأمة، فى ذلك الوقت، عندما قاطعه «عبدالناصر» وطالبه أن يعطى فرصة للنواب أكثر للتعبير عن رأيهم بقانون الإصلاح الزراعى، وبمجرد سماع النواب صوت الرئيس عبدالناصر «اترعبوا» وظلوا يصفقون 15 دقيقة كاملة ترحيباً بالرئيس.
وماذا عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات؟
- «السادات» كان السبب فى دخولى مجلس الأمة الذى كان رئيساً له، بعد أن توسط لى مدير مكتبه، الذى كان يربطنى به علاقة طفيفة، فالسادات كان يتعامل مع كافة نواب المجلس باعتبارهم أبناءه، وكان يتعامل بود شديد مع موظفى المجلس ويحرص على الذهاب لمكاتبهم أثناء المناسبات لتهنئتهم بنفسه.
وماذا عن مبارك؟
- مواقفى مع مبارك كانت قليلة جداً، واقتصرت فقط على فترة توليه منصب نائب رئيس الجمهورية أثناء مرحلة حكم الرئيس محمد أنور السادات، ولكنه كان فى غاية الأدب وكان يحرص على مصافحتى أثناء ركوبه سيارته الخاصة، وأثناء فترة تولية الحكم كانت علاقتى بزكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية فى عهد مبارك، جيدة، لدرجة إنى فى إحدى المرات أخبرته اعتراضى على قانون رفع الرسوم القضائية، فكان رده: «الله يخرب بيتك يا رفعت»، وبالفعل لم يُقر القانون.
وما تقييمك له كرئيس للجمهورية؟
- مبارك كان «كويس جداً» خلال الـ10 سنوات الأولى، وكان محبوباً جداً فى هذه الفترة من جانب طوائف الشعب المختلفة، ولكن للأسف أداؤه تراجع بعد ذلك بسبب من حوله.
وهل عاصرت مرسى كنائب برلمانى بمجلس الشعب؟
- نعم بالطبع.
وما انطباعك عنه كنائب برلمانى؟
- كان نائب «غشيم» داخل البرلمان، «وماكانش راسى وفوضوى وبيتكلم فى مواضيع تافهة طول الوقت، بعيدة عن هموم المواطن، باستثناء الأحداث التى كان يحاول الإخوان استغلالها للتصعيد ضد الحكومة، وأداؤه كان ضعيف»، فالإخوان كانوا يستغلون الدين لتحقيق أهدافهم، وبعد وصولهم للحكم وسيطرتهم على البرلمان، كنت على يقين أنهم سيرحلون فى النهاية، فهم كانوا خارج نسيج الدولة والبلد.
وما رأيك فى الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- «السيسى هدية ربنا للشعب المصرى»، خصوصاً أنه خلص الشعب من حالة الفوضى التى كانت موجودة منذ ثورة 25 يناير «ولازم نستحمل شوية علشان نساعده فى برنامج الإصلاح علشان مصر تبقى جنة».
وماذا عن مواقفك الطريفة مع رؤساء الوزراء والبرلمان بسبب «الجزم»؟
- بالفعل خلال هذه السنوات الطويلة، حدثت بعض المواقف الطريفة التى لا تنسى، وأبتسم كثيراً عندما أتذكرها، أطرفها كانت مع الدكتور عاطف صدقى، رئيس الوزراء الأسبق، عندما كان موجوداً بالمجلس ينتظر إلقاء بيان الحكومة أمام النواب، وأخذت حذاءه لتلميعه إلا أننى تأخرت، وجاء دوره لإلقاء الكلمة، فاضطر «عاطف صدقى» لدخول الجلسة العامة حافى القدمين، ولكنه كان «طيب القلب» وتقبل الموقف بصدر رحب، ونفس الموقف تكرر مع رئيس البرلمان الأسبق رفعت المحجوب، حيث كان من المفترض أن يلتقى وفداً مغربياً، إلا أن حذاءه كان معى أيضاً، وقال للوفد: «لن أستطيع أن أبدأ المقابلة إلا بعد أن يأتى رفعت».