نائب: الإسلام رسخ للمواطنة.. وإمام الحسين: الأوطان تضيع بضياع الأديان
السيد الشريف
أثنى السيد محمود الشريف وكيل أول مجلس النواب ونقيب الأشراف، على تحركات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بتعميم اللقاءات والملتقيات الفكرية على مستوى الجمهورية، حيث ذهب الوزير لافتتاح الملتقى الفكري بمسجد الشهداء في دمياط، وانتشرت هذه الملتقيات في ربوع مصر؛ لنشر الفكر التنويري، وتوضيح حقيقة الدين الإسلامي الوسطي السمح.
وأكد الشريف، خلال كلمته بملتقى الحسين، أن في مثل هذا اليوم النصف من شهر رمضان كان ميلاد الإمام الحسن سبط رسول الله، وكذا ذكرى وفاة السيدة نفيسة، مشيرًا إلى أن آل البيت أحبوا مصر وجعلوها مقرًا لهم، فالتف أهلها حولهم ينهلون من علمهم، ويعرفون حق بلادهم والانتماء لها، فالوطنية لا تختلف أبدًا عن حقيقة الدين الإسلامي.
وأشار الشريف، إلى أن الإسلام رسخ أسس المواطنة والتعايش السلمي، وأكد النبي ذلك، حيث أسس لتأمين الوطن والمواطن ودعا إلى التعايش السلمي ووحدة الصف، موضحا أن الوطنية انتماء عاطفي ووجداني مع حب لتراب هذا الوطن الغالي؛ فهذا رسول الله يتألم لفراق مكة عندما أخرجوه منها، وهذا درس غال ونفيس في حب الوطن، وكأنها إشارة إلى أن الوطن لا يرقى ولا يزدهر ولا يتقدم إلا بأبنائه المخلصين.
وأضاف أنه عندما استقبل النبي، وفد نصارى نجران في المسجد النبوي كان ذلك تأسيسا للإنسانية جمعاء، وأنه لا دولة في وجود الفوضى؛ لذلك وجب علينا جميعا أن نخلص للدين بحب الوطن عن طريق إخلاصنا في العمل وإجادته، وكذا التمسك بمكارم الأخلاق.
وأوضح نقيب الأشراف، أن الله أكرم مصر بنعمة الأمن والأمان بحفظ منه سبحانه وتعالى، مقارنة بما يدور حولنا في بلاد أخرى، وهذا جود وفضل من الله تعالى لمصر وأهلها.
من جانبه، أكد الدكتور إسماعيل محمود عيسى إمام مسجد سيدنا الحسين، أن المواطنة من أسس بناء الدولة في الإسلام، فالقرآن دعا إلى حسن معاملة غير المسلمين وبرهم وصلتهم، كما أن وثيقة المدينة تعتبر أهم وثيقة عرفتها الإنسانية، في تأكيد التعايش السلمي بين بني البشر، حيث قامت على الوحدة الوطنية والمواطنة، فقد بث النبي روح الإخاء والمحبة بين أبناء الوطن الواحد على اختلاف أديانهم أو ألوانهم أو أعراقهم أو توجهاتهم.
وقال عيسي إن وطن الإنسان هو ذلك المكان الذي يعيش فيه وارتبط به جسدًا وروحًا، وهو ليس حفنة من تراب كما يدعي البعض، وأن المواطنة في معناها هي المساواة بين الناس جميعا بغض النظر عن اللون أو الجنس، فالجميع متساوون في الحقوق والواجبات؛ لذلك نحتاج أن نربي أبناءنا على حب الأوطان والتفاني في الدفاع عن كل ذرة من ترابها، فالانتماء هو المعنى الأصيل للمواطنة.
وأشار إمام الحسين إلى أن مصر أرض طيبها الله وشرفها بآل بيت رسول الله، الذين قال الله تعالى فيهم: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا". وأكد أن حب الوطن لا يتعارض مع فكرة الدولة الحديثة؛ لأن مصر لها من الحدود ما يجب الحفاظ عليه؛ فإذا ضاعت الأوطان ضاعت الأعراض وضاعت شرائع الأديان، ولولم يقيض الله لمصر هؤلاء الأبطال الذين استشهدوا وضحوا من أجلها ما كنا لنجلس الآن آمنين.