"مائدة الرحمن" منقذ الطلبة المغتربين: "إحنا علينا المذاكرة بس"
صورة أرشيفية
"مائدة الرحمن".. تلعب هذا العام دور المنقذ للطلاب المغتربين فترة امتحاناتهم الممتدة حتى اليوم الأخير من شهر الصيام، يأخذون منها مكانًا آمنًا لتناول وجبة إفطارهم بجوار ضيوفها لتوفير جهد ومشقة تحضير الأكل بأنفسهم خاصة أنهم لا يمتلكون وقتًا إلا للمذاكرة وتحصيل الدرجات فقط.
حسن السعيد طالب في كلية الصيدلية الفرقة الثالثة بجامعة الأزهر، جاء من الشرقية لاستكمال دراسته الجامعية، لا يجد وقتًا لتحضير وجبة الإفطار، فقرر هو وزملائه الذهاب للمائدة المجاورة لمحيط سكنه في مدينة نصر كل يوم لتناول وجبتهم ثم استئناف مذاكرتهم: "ماحنا يا نذاكر يا نطبخ مينفعش الاتنين مع بعض"، يذهب برفقة 10 من زملائه مبكرًا لحجز مكان على المائدة: "لازم نروح نصلي العصر ونفضل قاعدين في المسجد غير كده مبنلاقيش أكل"، يحكي أن الإقبال على المائدة كبيرة جدًا لا يجد مكانًا يقف فيه لو تأخر بل يجد جميع الأطعمة قد اختفى أثرها: "معظم اللي بيفطروا عليها طلبة من الجنسين".
آلاء محمد طالبة في كلية الطب جامعة عين شمس، زاد شغفها في خوض التجربة لأول مرة العام الماضي بالوقوف مع صديقاتها على مائدة رحمن، أحبت الفكرة لتقر تكرارها هذا العام خاصة أن الوقت لن يسعفها لتحضير طعام الإفطار في وقت امتحاناتها: "احنا مبنلحقش نعمل حتى عصير"، لا ترى الأمر مخجلًا أو عيبًا مؤكدًا أن بعض الموائد تفتح أبوابها أمام المغتربين وليس الققراء فقط وبدأت مؤخرًا تخصص أماكن للسيدات حتى لا ينزعجن من الرجال: "بنقف براحتنا ومفيش حد بيضايقنا".
ينتظر كريم الصيام لحجز مقعدًا على أقرب مائدة طعام له، كي يحل أزمة الإفطار ويكتفى بمتابعة امتحاناته والانتهاء من مناهجه لتحصيل أعلى الدراجات: "مفهوم الموائد اتغير ومبقتش للغلابة بس، فيه ناس أغنيا بتقف تفطر عليها"، يجمع أصدقائه للذهاب سويًا، يحكي أنه لا يهتم بأصناف الطعام مؤكدُا أن أكل والدته لا يفوقه طعام آخر: "مفيش أحسن من أكل البيت بس احنا هنا مضطرين ناكل أي حاجة تسد جوعنا وخلاص".