«الصدر».. الميزانية السنوية 200 ألف جنيه والمديرة: الاحتياجات تصل إلى «8 ملايين»
مستشفى الصدر بالعباسية
ما إن تطأ قدماك محيط مستشفى «صدر العباسية»، تصطدم عيناك بأكوام من القمامة ومخلفات المبانى، أبواب مفتوحة لاستقبال الجميع دون سؤال عمن يدخل ويخرج، أَسِرَّة متهالكة، ودورات مياه لا تصلح للاستخدام الآدمى، إهمال واضح ناتج عن ضعف الإمكانيات التى تبرز منذ الوهلة الأولى بعنابر المستشفى.
«الوطن» تجولت داخل المستشفى التابع لوزارة الصحة الذى يعالج الأمراض الصدرية كالربو والحساسية وغيرهما.
مستشفى «صدر العباسية» يفتقر إلى سُبل الراحة والشفاء، ورغم ذلك يجد به المريض ضالته، والمنفذ الأخير له فى العلاج لمجانيته، كما وصفت قريبة أحد المرضى، قائلة: «الأوضة مكدسة بالمرضى، بس هنقول إيه الحمد لله»، حيث وقف أهل كل مريض يحملون مصابهم آملين فى وضع جيد، لكن يظل المتاح أفضل من لا شىء.
المدير العام: نحاول سد النواقص بالتبرعات عن طريق الأطباء وأقارب المرضى المتعافين وبعض رجال الأعمال
على الجانب الآخر، تسعى ناهد كمال عويضة، المدير العام للمستشفى، لتحسين الخدمة، رغم ضعف الإمكانيات. وأوضحت، لـ«الوطن»، أن ميزانية المستشفى لا تكفى احتياجاتهم إذ تقدر بـ200 ألف جنيه سنوياً، فى حين أن الحاجة من 7 إلى 8 ملايين جنيه، ما يضعهم فى مأزق الحاجة للتبرعات لسد النواقص والاحتياجات، ويحدث ذلك عادة عن طريق الأطباء، وأقارب المرضى المتعافين، وبعض رجال الأعمال من خلال مكتب الخدمة الاجتماعية.
وأكملت «عويضة» فيما يخص الإعلانات وطلب المعونات: «إمكانياتنا محدودة، مفيش فلوس نعمل إعلانات»، مشيرة إلى افتقارهم إلى سد عجز المستلزمات اليومية من سرنجات، ومواد منظفة، وأكياس للمخلفات، وعدم توافر المكيفات بغرف المرضى واستخدام المراوح بدلاً منها بالرغم من أنها تتنافى مع معايير مكافحة العدوى.
الصدفة أهدت حسام عمر للتبرع للمستشفى لتحسين الخدمة فيه بعد زيارة له مع أحد أقاربه للكشف، ويقول عن تجربته: «المستشفى مستواه تحت الصفر، معندهمش أى حاجة، لا جهاز ضغط ولا خافض حرارة ولا غيره»، ورغم ذلك تظل محاولته فردية، وهو يحكى تجربته على منصات التواصل الاجتماعية عسى أن تصل إلى أصدقائه ليتبرعوا مثله.
وعن طرق التبرع للمستشفى يقول «حسام»: «تُقبل التبرعات على إذن الإضافة كإذن إفراج حكومى، ولو التبرع نقدى بتاخد وصل من بنك ناصر مكتوب عليه رقم الحساب وقيمة التبرع».
«450 مريضاً بمستشفى من أعرق مستشفيات الصدر فى مصر والشرق الأوسط، علاجهم قائم على التبرعات، ولولا الناس الخيرة ماكناش مشينا»، هكذا وصف نائب المدير وائل العدوى الوضع العام بالمستشفى، موضحاً أن أنواع المرضى فى أى مستشفى ذات مستوى عالٍ، مقارنة بحالتهم هنا، فهم مستهلكون فقط، والمكان بالنسبة لهم طوق نجاة.
عدد من المستلزمات الطبية واحتياجات قسم العمليات والمعامل وضعها المستشفى فى قائمة إرشادية للمتبرعين تتنوع بين السرنجات، والصمامات، واللمبات، والقسطرة، بالإضافة إلى حاجتهم لأسرّة استقبال لجميع المرضى، حيث أشار «العدوى» إلى أن «العباسية» يستقبل 25 مريضاً فقط من بين 50 حالة تتوافد على المستشفى يومياً للحجز والعلاج لعدم كفاية الأسرة.
ويفضل «صدر العباسية» استقبال التبرعات العينية وليست المادية، تجنباً للأسئلة حول كيفية صرف الأموال، بالإضافة لعدم امتلاكه حساباً بنكياً ثابتاً لجمع التبرعات، حيث إن مصدرهم الوحيد هو صندوق زكاة لجنة العباسية على حساب رقم 1241.
وتحاول مديرة المستشفى الاعتماد على الجهود المجتمعية، من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، لتوعية الأشخاص باحتياجات «صدر العباسية»، نظراً لعدم وجود حملات إعلانية لهم.
وأكدت ليلى ياسين، مدير إدارة الخدمة الاجتماعية بالمستشفى، أن المستشفيات التابعة لوزارة الصحة لا تقدم إعلانات إلا بعد موافقة وزارة الصحة، عكس الإدارات التابعة للتعليم العالى والشئون الاجتماعية، مضيفة أن المرضى أولى بمصاريف الإعلانات.