جمال سلامة: مخرج «محمد رسول الله» حذف اسمى من التتر لأن استخدام الأورج «حرام»
جمال سلامة
الموسيقار جمال سلامة واحد من أهم الموسيقيين الذين أثروا تاريخ الأغنية العربية، يطلق عليه موسيقار الروائع نظراً للشهرة الكبيرة التى حظيت بها أعماله الموسيقية، فموسيقاه حتى الآن ما زالت تعيش فى الأذهان، وأكثر من نصف أغانيه التى لحنها حققت نجاحاً منقطع النظير بداية من جيل العظماء مع أم كلثوم وشادية مروراً بسميرة سعيد.
جمال سلامة فتح صندوق ذكرياته فى حوار مع «الوطن» للحديث عن أعماله الدينية والرمضانية التى قدمها فى مسيرته.
موسيقار الروائع: نانسى عجرم وهيفاء وهبى وكاظم الساهر وفضل شاكر سرقوا ألحانى
ماذا يمثل لك شهر رمضان؟
- شهر رمضان يذكرنى دائماً بالذكريات الجميلة مع عظماء الفن المصرى والعربى، وأيام السهرات من أجل تقديم أعمال فنية جديدة ومختلفة، بالإضافة إلى كونه شهر الخير للمسلمين جميعاً، ودائماً ما كنت أحب أيام شهر رمضان من أجل الإكثار من قراءة القرآن الكريم وصلاة التراويح.
ما العمل الفنى الذى لن تنساه طوال مسيرتك الفنية فى شهر رمضان؟
- أغنية «والله بعودة يا رمضان» التى قدمها الفنان محمد قنديل فى ثمانينات القرن الماضى، فهى واحدة من الأغنيات الخالدة للشهر الكريم، وأتذكر أننا وقت صناعة الأغنية، كان هدفنا تقديم أغنية لوداع رمضان وليس لاستقباله، لأن الأغنيات المصنوعة لاستقباله كانت عديدة، ولم يكن هناك أغنيات لوداعه، فجلست أنا والشاعر الراحل عبدالوهاب محمد وأطلقنا أغنية «والله بعودة»، وقمت بالتواصل مع الفنان الكبير محمد قنديل لكى يسجلها بصوته، ولكن قنديل رفض أن يصور الأغنية للتليفزيون بسبب خلافات بينه وبين إدارة التليفزيون فى ذلك الوقت، ولكن الحمد لله الأغنية أصبحت أغنية رسمية للأيام الأخيرة للشهر الفضيل.
ما أهم الأغنيات الدينية التى قدمتها فى مسيرتك؟
- أفضل ما قدمت هو تتر مسلسل «محمد رسول الله»، فيكفى أن التليفزيون رشحنى وقتها لوضع الموسيقى التصويرية وأغنية التتر بدلاً من الموسيقار محمد عبدالوهاب، ورغم أننى أحب هذا التتر كثيراً فإنه أدخلنى فى مشكلة كبرى مع مخرج العمل فى ذلك الوقت أحمد طنطاوى، فالمخرج حينما استمع إلى الأغنية غضب وبشدة لأنى استخدمت الأورج فى موسيقى الأغنية، لأن صوت الأورج حرام من وجهة نظره، وعلى أثر ذلك قام بحذف اسمى من تتر المسلسل، فلم أجد أمامى إلا الاتصال بالإعلامية همت مصطفى وأخبرتها بالقصة ووعدتنى أن يتم وضع اسمى من جديد.
سامية صادق رفضت «احكى يا شهر زاد» بصوت سميرة سعيد.. وطلبت منى أستبدل بها نادية مصطفى لأحصل على مستحقاتى
هل توقعت أن تكون واحداً من أهم الموسيقيين فى تاريخ الأغنية العربية؟
- منذ نعومة أظافرى وأنا أحب الموسيقى بفضل والدى الموسيقار حافظ سلامة، وبعد أن أنهيت دراستى فى مراحل التعليم الأساسى، التحقت بمعهد الموسيقى العربية، وبفضل الله خلال فترة الدراسة كنت من المتفوقين إلى أن تم اختيارى ضمن بعثة المتفوقين للسفر إلى موسكو للاختلاط بالموسيقى الغربية والاطلاع على تطور الموسيقى هناك، وأنا كنت من محبى الأورج وقررت احتراف اللعب عليه، وربما سبب نجاح هذه الآلة فى مصر كان عملى مع الفنانة الكبيرة أم كلثوم لأنها حينما علمت بموهبتى فى العزف على الأورج ضمتنى إلى فرقتها لكى أشارك فى أغنية «أقبل الليل» ومنها جاءت انطلاقتى فى عالم الموسيقى.
ما تقييمك للفترة التى تعاونت فيها مع أم كلثوم؟
- أم كلثوم هى السبب الرئيسى وراء نجاح آلة الأورج فى مصر والمنطقة العربية، لكونها أول من أحب هذه الآلة، وللعلم أم كلثوم لم تكن تحب أن يعزف أحد معها وهى تشدو بصوتها، فالمتعارف عليه أن الفرقة تعزف ثم تتوقف وتغنى أم كلثوم، ولكن خلال تعاونى معها أحبت الآلة بشكل غريب، وقررت أن أظل أعزف معها وهى تغنى، وكانت هذه أول مرة آلة موسيقية ترافق صوت أم كلثوم فى أغنية.
حققت نجاحات كبيرة مع سميرة سعيد.. فكيف بدأت علاقتك بها؟
- بداية التعاون مع سميرة كان بأغنية احكى يا شهر زاد، حيث طلب منى المخرج عبدالعزيز الشكرى تقديم الموسيقى التصويرية وألحان مسلسل ألف ليلة وليلة، وخلال بداية العمل على المسلسل كنت فى استوديو مصر وقابلت المنتج الراحل موريس إسكندر الذى عرفنى على سميرة سعيد، وحينما استمعت لها أعجبت بصوتها للغاية، فطلبت منها على الفور أن تأتى لى بالاستوديو فى اليوم التالى لكى تسجل أغنية المسلسل، وأتذكر أنها جاءت لى قبل موعد طائرتها بساعات وسجلت الأغنية وسافرت، وقمت بإرسال الأغنية للمخرج فأعجبته للغاية، ولكن المصادفة الغريبة تمت حينما ذهبت إلى سامية صادق رئيسة التليفزيون فى ذلك الوقت لصرف مستحقاتى المالية وأسلمها الأغنية، فحينما استمعت لها رفضت فكرة أن تغنى مطربة مغربية تتر المسلسل، وطلبت منى حذف أغنية سميرة، والاتصال بالفنانة نادية مصطفى وتسجيل الأغنية مرة أخرى معها، وبالفعل قمت بذلك، ولكن رأيى أن الأغنية لا تليق إلا على صوت سميرة، ولكن لم يكن بيدى شىء حتى أحصل على مستحقاتى، فاتفقت مع المخرج عبدالعزيز السكرى، أن يجبر سامية صادق على اختيار أغنية سميرة وبالفعل حققت الأغنية وقت طرحها نجاحاً لم يتوقعه أحد.
مشاكل «قنديل» مع التليفزيون حرمتنا من تصوير «والله بعودة يا رمضان»
هل ترى أن مسيرتك الغنائية مع سميرة سعيد تعد الأفضل؟
- كل من تعاونت معهم أرى أنهم أفضل من بعضهم، ولكن نجاحاتى مع سميرة فاقت كل التوقعات، فأنا قدمت معها ما يقرب من 30 أغنية جميعها علامات لا تنسى فى تاريخ سميرة سعيد، مثل «قال جانى بعد يومين ومش هتنازل عنك وتلف الأيام وواحشنى بصحيح»، للعلم أنه عقب نجاح احكى يا شهر زاد، طلب منى المنتج موريس إسكندر تقديم ألبوم كامل لسميرة، فقدمت ألبوم قال جانى بعد يومين، فرفضها المنتج بشدة وطلب منى أغنيات راقصة خفيفة، فصممت على موقفى وحينما طرحت الأغنية جاء وتأسف لى بعد أن حققت الأغنية نجاحاً لم يتوقعه أحد.
هل هيفاء وهبى سرقت ألحانك؟
- ليست هيفاء فقط من سرقتنى، فهناك الكثيرون من قاموا بذلك، فهيفا سرقتنى فى أغنيتها «أنا هيفا أنا» من أغنية الفنان محمد ثروت الوطنية «مصر يا أول نور فى الدنيا» وبالتحديد مقطع النور من هنا الخير من هنا، وأيضاً نانسى عجرم سرقت منى جزءاً من أغنية والله بعودة يا رمضان فى أغنيتها يا سلام يا سلام، بالإضافة لكاظم الساهر وفضل شاكر وآخرين.
هل تم اتهامك يوماً ما بالسرقة؟
- خلال أغنيتى مصر اليوم فى عيد مع الفنانة الراحلة شادية، تم اتهامى بأننى سرقت الأغنية من الفنان عمر الجيزاوى، إلى أن خرجت وأفهمت الجميع أن اللحن عبارة عن تيمة شعبية، ليست من اختراعى ولم تكن من اختراع عمر، ولكننى من وقتها قررت ألا أستخدم ألحاناً أو أشكالاً موسيقية يختلط فيها حتى لا أدخل فى مشاكل أنا فى غنى عنها.