أصدقاء الشهيدة "رزان" يروون لـ"الوطن" ذكرياتهم معها: وهبت نفسها للخير
اعتادت الفلسطينية بنت الواحد وعشرين عاما، رزان النجار، المشاركة تطوعا في مسيرات العودة الفلسطينية منذ بدايتها، حيث كانت تتقدم صفوف المتظاهرين على السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة لإسعاف المصابين الذين يستهدفهم قناصة الاحتلال أو قنابل الغاز التي تسبب لهم الاختناق.
وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت اليوم، الجمعة، استشهاد رزان بعد إصابتها برصاصة في أعلى منطقة الصدر.
أصدقاء رزان، أكدوا أنها تعمل منذ بداية "مسيرة العودة" ممرضة متطوعة على حدود غزة، حيث يقول محمد البهتيني، الذي يعمل طبيب تحاليل بمركز حيفا الطبي الخيري، إن الشهيدة تدرس السكرتارية الطبية وخصصت الكثير من وقتها في مجال العمل التطوعي.
البهتيني أوضح في اتصال لـ"الوطن": "رزان تحب عمل الخير وتجري عليه، وأنا متطوع في مجال ترفيه الأطفال في قطاع غزة، وطلبت مني منذ فترة قصيرة أن تعمل معي في هذا المجال لأنها لا تفوت فرصة بالعمل التطوعي سواء على الحدود خلال مسيرات العودة، أو تخفيف الأوضاع عن الأطفال في القطاع سواء أبناء الشهداء أو المصابين أو أطفال المدارس".
صديقة أخرى لرزان، أوضحت أنها تحب العمل التطوعي و لا تتأخر عن مساعدة المحتاجين، حيث تقول ريم فروانة، إن كانت تدرس مع الشهيدة في دورة التمريض، وحتى لحظة استشهادها، كانت تساعد المتظاهرين في مسيرات العودة وتسعف المصابين.
وعن أبرز المواقف التي جمعتها بالشهيدة رزان، تقول ريم فروانة لـ"الوطن": "لم تترد لحظة في مساعدة المتظاهرين رغم خطورة ذلك على حياتها، لكنها كانت قوية وتسعى جاهدة في عملها وطلبت الشهادة وتحققت أمنيتها، وتوجد مواقف كثيرة جمعتني بها وبداية تعارفنا كانت على الحدود عندما ساعدتني حين أطلق الاحتلال تجاهي قنبلة غاز".
أما معين براء، شاهد عيان على استشهاد رزان، أوضح لـ"الوطن"، أن رزان كانت صديقته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكانت تسعف الجرحى قبل أن يستهدفها قناصة الاحتلال بإطلاق الرصاص على صدرها.
"اللي صار انتهاك لحقوق الإنسان، لا أتخيل كيف يتم استهداف ممرضة تساعد جرحى"، بهذه الكلمات بدأت لينا محمد، صديقة رزان النجار حديثها لـ"الوطن"، حيث أوضحت أن الشهيدة كانت تسعف جريح ورفعت يديها بعد دخولها على نقطة الصفر لكن الاحتلال غدر بها.
واختتمت لينا حديثها: "رزان متطوعة بمسيرات العودة وانت مسالمة وهدفها إنقاذ الجرحى وكانت تدافع عن أرضها".