«عبدالسلام»: تأخرت فى إقصاء الفاسدين.. وتراجعت عن إغلاق مراكز الدروس الخصوصية
د. رضا عبدالسلام
ندمت على التأخر فى اتخاذ قرار بإقصاء بعض الموظفين الفاسدين الذين سعوا لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة للبلد، بالإضافة لإعاقتى عن تنفيذ مهام عملى، فعندما توليت منصب محافظ الشرقية تبين قيام بعض الأشخاص بارتكاب العديد من المخالفات لكننى تأخرت فى اتخاذ قرار بشأنهم لإعطائى الأولوية للنهوض بالمحافظة فى مختلف القطاعات مع العمل على تحجيم فسادهم وجمع كافة الأدلة لإدانتهم.
التراجع عن إلغاء مراكز الدروس الخصوصية كان غلطة أيضاً، ولكنها لم تكن بيدى، فقرار منع الدروس الخصوصية كان سيحدث تغييراً جذرياً بشكل إيجابى فى قطاع التعليم إلا أنه تمت محاربته بشكل كبير، على الرغم من أهميته فى إعادة تقنين العملية التعليمية والنهوض بدور المدرسة فى التعليم وتخفيف الأعباء عن الأسر من خلال انتظام الدراسة فى المدارس وعمل مجموعات تقوية للطلاب بأسعار مخفضة بما يساعد أيضاً على توفير دخل مناسب للمعلمين، بخلاف الحال الآن الذى يمثل استنزافاً لدخل الأسر لصالح الدروس، وكما رأينا كارثة حالية تمثلت فى تداول فيديوهات الأيام الماضية لتدافع آلاف الطلاب أمام أحد مراكز الدروس الخصوصية لحجز مقاعدهم بهذا المركز ما يشير إلى غياب دور المدارس.
وقرار منع الدروس لم أتخذه من تلقاء نفسى مباشرة وإنما بناء على مبادرة من وزيرى التعليم والتنمية المحلية، حيث ورد لى خطاب رسمى تضمن «لديكم 5 مراكز دروس خصوصية المطلوب إغلاقها فوراً»، وتمت محاولة تنفيذ القرار على كافة المراكز منعاً لإحداث حالة من البلبلة وتنفيذ القرار بشكل مقنن لا يظلم فيه أحد، إلا أننى وجدت نفسى المحافظ الوحيد الذى ينفذ القرار «آنذاك» الذى قوبل بافتعال أزمات من جانب أشخاص معينين ساهموا فى تجميع مئات الطلاب أمام مبنى ديوان المحافظة للمطالبة بإلغاء القرار، وذلك منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً، وكنت متمسكاً بعدم التراجع، إلا أنه تم إبلاغى باندساس عناصر بين الطلاب يحملون أسلحة بيضاء، وخوفاً على الطلاب وحفاظاً على عدم وقوع أى حالة أذى تم التراجع عن القرار.
د. رضا عبدالسلام
محافظ الشرقية الأسبق