أهالى السائقين لـ«الوطن»: «انتِ فين يا حكومة»؟
«انتظرته فى العيد كما وعد، لكنه لم يعد، ولم يكن العيد عيداً»، بهذه الكلمات رثت زوجة الحاج عطية محيى الدين، ابن كفر الزيات بالغربية، أحد السائقين المخطوفين من الميليشيات الليبية، حالها وهى تتذكر حالة الرعب التى سيطرت على الأسرة، بعد معرفة خبر خطف زوجها.
وقالت زوجة السائق المختطف لـ«الوطن»: «زوجى سافر قبل عيد الأضحى بـ5 أيام إلى بنى غازى الليبية لتوصيل منظفات، وكان من المفترض أن يكون فى منزله ثانى أيام العيد، مضيفة: «لكن أثناء عودته إلى مصر اتصلنا به فى أول أيام العيد فأكد أن الليبيين احتجزوه هو وزملاءه بسياراتهم فى منطقة أجدابيا، ومانعينهم من المرور حتى يتم الإفراج عن ليبيين مقبوض عليهم فى مصر».
وقالت إن الخاطفين أبلغوا زوجها وزملاءه المصريين، أنه لن يتم الإفراج عنهم، إلا فى حالة إفراج السلطات المصرية عن ليبيين تم القبض عليهم مؤخراً، وبحوزتهم أسلحة نارية.
ولفتت إلى أن زوجها رجل مسن ولا يتحمل عناء الاحتجاز وسط الصحراء، خصوصاً أنه يتلقى علاجاً لتخفيف آلام الظهر والذراعين، بعدما أصيب فى واقعة سطو مسلح من قِبل إرهابيين ليبيين حاولوا سرقة متعلقاته والسيارة منذ عام. ووسط حالة من البكاء دعت الحاجة عزيزة شقيقة الحاج عطية، الله أن يعيد شقيقها لأسرته سالماً، معبرة عن خوفها من تعرّضه لأذى يؤدى إلى وفاته، قائلة: «خايفة على أخويا الأكبر مثلما حدث لزميله إبراهيم الديب، الذى جاء إلى أهله داخل صندوق بعد قيام هذه الميليشيات بالتعدى عليه بالضرب فى مارس الماضى».
وأضافت الحاجة عزيزة: «أخويا وزملاؤه ذهبوا لأكل العيش وليس للخطف والتعذيب والقتل علشان أمور سياسية»، مطالبة الجهات الدبلوماسية بسرعة التحرك والتفاوض بشكل فورى مع الخاطفين من أجل حياة المصريين المختطفين.
فيما قال «رامى» نجل الشيخ عطية، محامٍ، إنه حصل على أسماء 14 من السائقين المختطفين مع والده، بأرقام سياراتهم، وهم أحمد عبداللطيف، والسيد مسعد، وعلى أحمد، ومحمد مصطفى، وأحمد على، وخميس حسام، وحسن محمد، والسيد نعمان، ومحمد الصعيدى من محافظة الدقهلية، ومحمد صلاح، ومهدى سعيد، وحسن مهدى من الإسكندرية، ومنير إبراهيم عبدالعاطى، وإبراهيم حسن إبراهيم، ومحمد أحمد عباس، وصبحى عبداللطيف، ومجدى الخولى من البحيرة.
وتوجهوا إلى ديوان مركز شرطة كفر الزيات، وحرروا بلاغاً يحمل رقم 11186 إدارى المركز، يتهمون فيه ميليشيات ليبية بخطف والدهم وآخرين أثناء عودتهم من الأراضى الليبية التى كانوا بها لنقل بضائع مصرية.
وطالب وزارة الخارجية والأمن القومى بسرعة التدخل للإفراج عن المخطوفين قبل انتهاء المهلة التى حدّدها الخاطفون.
ولفت إلى أن والده أبلغه فى التليفون أن الخاطفين يمهلون الحكومة المصرية مهلة لا تتعدى الـ10 أيام لإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن عدد من زملائهم الليبيين الذين تم ضبطهم فى قضايا تهريب الأسلحة على الحدود المصرية - الليبية، وإذا انتهت المهلة سيتم قتلهم وحرق سياراتهم داخل الجبال الليبية، وأن والده بعد فترة تتعدى الـ8 ساعات أبلغه من خلال تليفون تمكن من إخفائه من الميليشيات أنه ونحو 35 سيارة نقل وميكروباص تم نقلهم إلى مكان مجهول داخل الصحراء من خلال مدق فرعى حتى لا تتمكن الشرطة الليبية من الوصول إليهم، وذلك بعد أن أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن اختطافهم، وطلبت من السلطات الليبية سرعة الإفراج عنهم.
من جانبه كشف جمال عون، شيخ سائقى النقل الثقيل بالغربية، أن هناك مفاوضات تجرى فى الوقت الحالى مع جهات سيادية من أجل الإفراج عن المخطوفين وانتهاء الأزمة قبل انتهاء المهلة المحددة وتعرّضهم لأذى من قِبل الميليشيات الليبية، مستنكراً على الشعب الليبى الشقيق خطف أناس لا ناقة لهم ولا جمل، وكل ذنبهم أنهم نقلوا بضائع ومواد غذائية من مصر إلى الأراضى الليبية.
وقال الحاج عبدالنبى الشرقاوى صاحب سيارات نقل، إن أحد أصدقائه المسئولين فى ليبيا أخبره بأن الميليشيات الإرهابية خطفت المصريين، لمبادلتهم بليبيين تم القبض عليهم فى مصر وبحوزتهم أسلحة نارية داخل سيارتين، وكانوا فى طريقهم لدعم تنظيم الإخوان فى مواجهاتهم ضد الحكومة الحالية، حسب قوله.
أما علاء حسن عبدالعاطى، سائق، شقيق المحتجز إبراهيم حسن عبدالعاطى، فقال إنه وشقيقه وعمه ينقلون بضائع إلى ليبيا منذ أكثر من 25 سنة، ولم يتعرضوا لمثل هذا الحادث، مضيفاً أن شقيقه اتصل به ثانى أيام العيد يخبره أنه تم احتجازه هو وعمه منير إبراهيم حسن، وأكثر من 35 شاحنة منذ صباح يوم الأربعاء الماضى.
اخبار متعلقة
«الوطن» ترصد مأساة أسر السائقين والمحاولات المصرية للإفراج عنهم
المخابرات تقود مفاوضات الإفراج عن السائقين
قائد ميليشيات «أجدابيا»: لن نفرج عنهم إلا بعد تسلم سجنائنا
عمد ومشايخ مطروح يتدخلون بالسفر إلى ليبيا
«الخارجية»: الإفراج عن مهربى السلاح مقابل إطلاق سراح سائقينا «غير وارد»
قيادات عمالية: حكومة الببلاوى «متخاذلة»
«إسلاميون»: «الإخوان» ليست بعيدة عن عملية الخطف
الدقهلية: أسر 7 سائقين تعيش «لحظات عصيبة» وتطالب الحكومة بالتدخل لإطلاق سراحهم
سائقو «كفر الزيات»: نودع أهلنا كأننا «رايحين نحارب»
«عائد من ليبيا»: قررت العودة «حياً» بدلاً من الرجوع «داخل صندوق»