مكبرات صوت تردد الأغانى الوطنية خارج قاعة «محاكمة القرن»
واصلت محكمة جنايات شمال القاهرة، برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدى، أمس، ثانية الجلسات السرية فى إعادة محاكمة حسنى مبارك، الرئيس الأسبق، ونجليه، وحبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، وكبار مساعديه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، فى قضايا قتل المتظاهرين والفساد المالى. واستمعت المحكمة، فى جلستها التى اقتصر الحضور فيها على المحامين فقط، لشهادة كل من: الدكتور عاطف عبيد، رئيس الوزراء الأسبق، واللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية السابق. وعلى عكس جلسة أمس الأول، شهد محيط الأكاديمية هدوءا تاما، وانتشرت قوات الأمن على الطرق المؤدية لها، وكثّفت من وجودها أمام بوابة 8 المخصصة لدخول المحامين، فى ظل غياب أهالى الشهداء للجلسة الثانية، فيما حضر رجلان و7 سيدات من أنصار «مبارك»، ورفعوا لافتات وصوراً له ورددوا بعض الهتافات عن طريق مكبرات الصوت.
وفى ظل حالة الهدوء غير المعتادة، واصلت «ميرفت»، التى تبلغ من العمر 16 سنة، و«بوسى»، 14 سنة، عملهما فى تنظيف الشارع أمام بوابة 8 بأكاديمية الشرطة.
وقالت «ميرفت» لـ«الوطن»: «إحنا بنضّف من بداية السور لغاية بوابة 9 فى الأكاديمية، بنعدى من قدام بوابة 8 اللى فيها المحاكمة كل يوم واحنا شغالين».
كلتاهما حضرت محاكمة «مبارك» وكلتاهما أبدت تخوفها من انعقاد محاكمة محمد مرسى، الرئيس المعزول، فى الأكاديمية ولسان حالهما يقول: «إحنا ممكن نموت هنا». وعن محاكمة «مبارك» تقول «ميرفت»: «يمكن فى الأول كنا خايفين بس اطّمنا فى الآخر، يعنى شوية قلق فى كام جلسة وبتعدى، أنا خوفى إن مرسى يتحاكم هنا، ده احنا هنتبهدل والله».
«بوسى» تقول: «قد نُكلّف أحياناً بتنظيف محيط بوابة 8 عقب انصراف أنصار مبارك أو أهالى الشهداء»، وتضيف: «إحنا لما بنضّف وراهم بيبقى حاجات خفيفة كده، لكن مش عارفة هنضف إيه مكان الإخوان لو جم هنا، كل اللى أنا عايزاه إنه ما يتعبناش حتى وهو محبوس».
ووسط حالة الهدوء التى شهدتها الأكاديمية أمس ظهرت 7 سيدات ورجلان لا يتغيبون عن جلسة واحدة لمحاكمة هذا الرجل، وفى عقيدتهم أنه هو الرئيس ولا يجوز أن يُطلق عليه لقب مخلوع، يرددون هتافات منها: «يا مبارك يا هرمنا الرابع.. حقك يا ريسنا راجع» و«واحد اتنين.. أيام مبارك فين»، ويرددون الأغانى الوطنية عبر مكبرات الصوت ويحملون صوراً له فى زيه العسكرى وأخرى فى ملابسه المدنية.
وتبرر عبير لطفى، التى تبلغ من العمر 30 سنة، من أنصار «مبارك»، غلبة النساء فى الحضور لجلسة الأمس بأن الرجال من أنصار «مبارك» كانوا موجودين فى أماكن مختلفة فى القاهرة الكبرى لأنهم بصدد إجراء استطلاع رأى للمواطنين حول مدى رضاهم عن فترة حكم «مبارك» والفترة التى أعقبت الإطاحة به.