«سيف اليزل»: زيارة «بوتين» المرتقبة لمصر ستكون «صفعة» على وجه الولايات المتحدة
قال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الاستراتيجى: «إن الزيارة المرتقبة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين مطلع الشهر المقبل إلى مصر، من أجل استعادة العلاقات العسكرية المصرية - الروسية المتوقفة منذ حرب 1973، هى إحدى الثمار الإيجابية الكثيرة التى بدأ يجنيها الشعب والحكومة من ثورة 30 يونيو»، معتبرا أن «أى اتفاقات تتم فى إطار هذه الزيارة ستكون صفعة على وجه الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد الموقف المتعنت لواشنطن تجاه القوات المسلحة والشعب المصرى معاً، من خلال تأييد ممارسات الإخوان الفوضوية». [SecondImage]
واعتبر «سيف اليزل»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن «هذه الزيارة تأتى فى الوقت المناسب بعد إعلان الإدارة الأمريكية عن تجميد بعض الاتفاقيات والعقود المبرمة مع مصر، ومنها: وقف تسليم قواتنا المسلحة صفقة طائرات إف 16 وطائرات الأباتشى ومكونات الدبابة إبرامز، فضلا عن خصم مليار دولار من المعونة العسكرية الأمريكية البالغة 1٫3 مليار دولار سنويا».
وعن تأثير هذه الزيارة على الرأى العام العالمى والأمريكى قال «سيف اليزل»: «إن القوات المسلحة تنظر للأمن القومى المصرى باعتباره أمرا مصيريا يعلو فوق جميع المصالح والالتزامات الدولية، ومن هذا المنطلق فإنها تضع بدائل كثيرة ومتعددة لتلبية احتياجاتها العسكرية والتسليحية ومواجهة موقف الإدارة الأمريكية المتعنت، ومن بين هذه البدائل روسيا، لكنها ليست الدولة الوحيدة المنتجة للسلاح الذى يضارع السلاح الأمريكى، وإنما ستكون هناك اتفاقيات مع دول أخرى فى الفترة المقبلة». وشدد الخبير الاستراتيجى على أن «من حق مصر التعامل والتعاون عسكريا مع أى دولة ترغب فى التعامل معها، لا سيما أن اتفاقية كامب ديفيد لم تنص من قريب أو بعيد أو فى أى من من بنودها على عدم أحقية مصر فى ذلك، ومن هنا فإنه يحق لمصر أن تتعامل كيفما تشاء ومع من تريد من الدول دون أى قيود عسكرية أو سياسية». [FirstQuote]
وتوقع «سيف اليزل» أن تشهد الأيام المقبلة ردود فعل كبيرة وواسعة المجال مع قرب الزيارة، خاصة فى ظل الاحتفاء الشعبى بزيارة «بوتين» وترقب الجماهير المصرية لها بشغف كبير، لافتا إلى أن «هذه الزيارة سيكون لها صدى كبير ومردود إيجابى ستعيد الإدارة الأمريكية على أثره النظر فى موقفها المتعنت تجاه مصر واستمرار مساعدتها لتنظيم الإخوان»، محذرا الحكومة من الاقتصار على مورد واحد للسلاح والاعتماد عليه بشكل مطلق.
من جانبه، قال اللواء أركان حرب حسام سويلم، الخبير الاستراتيجى المدير الأسبق لمركز الأبحاث الاستراتيجية للقوات المسلحة، لـ«الوطن»: «إن الزيارة المرتقبة لـ(بوتين) تأتى رداً على الموقف الأمريكى المضاد لثورة 30 يونيو، كما أنها تعتبر ذكاء من موسكو استغلت فيه الحكومة الروسية توتر العلاقات بين مصر وأمريكا والظروف الحالية التى تمر بها هذه العلاقات بعد انحسار المد الأمريكى فى المنطقة العربية وفشل مشروع الشرق الأوسط الكبير، وتخلى واشنطن عن التزامها بتسليح دولة بحجم مصر على الرغم من دورها المحورى فى المنطقة».
ورأى «سويلم» أن «الإدارة الأمريكية تصرفت بغباء منقطع النظير فى موقفها من الأزمة الراهنة فى مصر، خاصة فى مسألة مساندتها لتنظيم الإخوان على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما التى أكد فيها مساندته لإرادة الشعب المصرى فى 30 يونيو، إلا أن سلوكيات أوباما جاءت متناقضة مع تصريحاته استجابةً لضغوط الجمهوريين فى أمريكا».
وأوضح «سويلم» أن «هذه الزيارة تم الترتيب لها عقب إفصاح واشنطن عن موقفها ضد مصر، وعلى الفور سافر الأمير السعودى بندر بن سلطان إلى روسيا وأعلن عن تمويل جميع صفقات السلاح بين الجانبين المصرى والروسى، ما يؤكد الجدية والحسم العربى فى التصدى للموقف الأمريكى وعودة العلاقات المجمدة بين مصر وروسيا». [ThirdImage]
وأكد «سويلم» أن «إبرام اتفاقيات عسكرية متوقعة بين مصر وروسيا لا يتعارض مع اتفاقية كامب ديفيد، خاصة أن الجانب المصرى أعلن مؤخرا، مرارا وتكرارا، احترامه للاتفاقية، كما أننا ليس لدينا أى نوايا عدوانية ضد إسرائيل وليس من مصلحة الطرفين الدخول فى أى حروب أو أى صراعات عسكرية، لكن استدعاء إسرائيل إلى المشهد هو محاولة من الإخوان لإحداث قلاقل فى المنطقة عن طريق العمليات الإرهابية وعبر التعدى على بعض النقاط الحدودية الإسرائيلية بمساعدة تنظيم القاعدة فى سيناء».