رجب حميدة: نادم على انضمامى للجماعات المتطرفة فى مرحلة شبابى
رجب حميدة
الشىء الذى أندم عليه هو انضمامى فى يوم من الأيام إلى الجماعات الدينية المتطرفة، وأننى قضيت جزءاً من عمرى وسط هذا التيار الذى هو فى الحقيقة لا يفهم صحيح الدين، ولا يعلم شيئاً عن إدارة الدولة، وحدث أننى فى بداية مشوارى عندما كنت شاباً مثل كثيرين غيرى انجذبت إلى هذا التيار بسبب دوافع دينية، لأننا جميعاً كمصريين متدينون ونتأثر بكل من يتحدث بالقرآن والسنة النبوية، فأخذت الخطوة وأصبحت واحداً من كثيرين غُرر بهم سواء فى الماضى أو الحاضر.
كنت أتمنى ألا أقع فى هذا الخطأ، لكننى أحمد ربنا أننى تعلمت منه كثيراً، وأصبحت قادراً على فهم ما يردده هؤلاء ويكذبون به على الناس، وطوال مشوارى السياسى بعد ذلك كنت لا أتوانى عن كشف أكاذيب كل من يدلس باسم الدين سواء من جماعة الإخوان أو غيرها من الجماعات الإسلامية التى تتخذ من الإسلام ستاراً، بينما هى فى الحقيقة تخفى أحلامها وطموحاتها فى السلطة والسيطرة على عقول الشباب.
ويشهد الجميع أننى خلال فترة وجودى تحت قبة البرلمان كنت مواجهاً حقيقياً لما يردده نواب الإخوان باسم الدين، وكنت أجيد الرد المناسب عليهم من القرآن والسنة، وأيضاً عندما حاول السلفيون تغيير شكل وجلد المجتمع، كنت أواجههم وأرد عليهم وأكشف الأخطاء التى يقعون فيها.
أنا أؤمن بأن الله لا يكتب للإنسان شراً أبداً، لكن ما نظن أنه الشر ربما يكون فيه خير كبير ندركه بمرور الوقت، واعتقدت أن دخولى إلى الجماعات الدينية فى بداية حياتى كان شراً، وهو بالفعل شر ولا أنصح به أحداً بل أدعو كل شاب أن يكون يقظاً ولا يصدق كل ما يسمعه.
واستفدت من هذه التجربة أن أصبحت أكثر قدرة وقوة فى الرد على الادعاءات التى تروجها تلك الجماعات تحت شعار الدين، وفى الحقيقة الدين براء من كل ما يقولون ويدّعون، بل هم من ساهموا فى تشويه الإسلام ليس فى مصر وحدها، بل فى الكثير من البلدان العربية والإسلامية.
رجب هلال حميدة
عضو مجلس الشعب سابقاً