نيافة الأنبا بنيامين يكتب: إنها المنوفية مصدر القوة
نيافة الأنبا بنيامين
ربما لا تسع هذه السطور أو أضعافها أن تصف ولو بالقليل محافظة عظيمة كمحافظة المنوفية، مصدر القوة التى أخرجت 4 رؤساء لوطننا مصر بداية من الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك وبعد الثورة الرئيس السابق عدلى منصور ورئيسنا الحالى والمحبوب عبدالفتاح السيسى، بالإضافة إلى رؤساء وزارات قادوا مصر فى فترات مختلفة مثل «الجنزورى» وعشرات القادة العسكريين والوزراء أمثال المشير الجمسى والفريق صدقى صبحى، وزير الدفاع الحالى، بالإضافة إلى عدد كبير من علماء الأزهر وبابوات الكنيسة.
كل ذلك جاء نتيجة مباشرة لاهتمام أهالى المنوفية بالتعليم التى وصلت نسبته إلى نحو 92% حتى فى ظل الاحتلال الإنجليزى الذى دمر قدرات مصر وعلى رأسها التعليم لمنع تقدمها ومنع نهضتها، كان التعليم هو الاهتمام الأول والأخير لأبناء المنوفية، ويجدر بنا أن نذكر أن المنوفية هى المحافظة الوحيدة التى كسرت الإنجليز وتمسكت بالتعليم دوناً عن باقى محافظات مصر، وكانت أقوى من الإنجليز بتمسكها بالتعليم وصار سر قوتها.
ومن الشخصيات العظيمة التى نشأت فى المنوفية وارتبطت بها عبدالعزيز باشا فهمى ابن كفر المصيلحة وزير الحقانية فى حكومة سعد باشا زغلول الذى أسس جمعية المساعى المشكورة مع آخرين والتى تولت مهمة تأسيس مدارس فى كافة المراحل الدراسية وشجع ذلك كبار الملاك لبناء المدارس بهدف تعليم كافة أبناء المنوفية فقراء وأغنياء لتصل نسبة المدارس فى المنوفية إلى 15% من إجمالى المدارس فى مصر وقتها، وبسبب هذا أشاع الإنجليز زيفاً على عكس الحقيقة صفة البخل على أهالى المنوفية لمحاولة هزيمتهم معنوياً لتتحول الصفات المميزة إلى وصمة مثلما حدث فى وصف حمية الصعايدة وبطولات أهل القناة، وكانت الحقيقة هى تبرع الأغنياء ومعهم أهل المنوفية بالأرض والمال لبناء هذه المدارس لتقديرهم اللامحدود لقيمة التعليم.
ولعل ما ذكرته أيضاً يفسر لماذا ينضم أبناء المنوفية إلى القوات المسلحة الباسلة بحب وشغف، حيث إن التعليم رسخ فى أذهان أبناء المنوفية فكرة الدولة ومؤسساتها ومحبتهم فى الوجود فى كافة أروقة الدولة بمختلف مؤسساتها، وطبيعة الأرض أيضاً انعكست على شخصية أهلها حيث محدودية المساحة الزراعية وخصوبتها التى خلقت روح التنافس التى أنتجت التفوق والتقدم المستمر، هذا هو سر قوة المنوفية التى أصبحت مصدراً لقوة الدولة وتماسكها على مدار عقود طويلة.
مطران المنوفية