هيثم شرابى يكتب: رفقاً بالمنوفية
هيثم شرابى
ربما يعلم الجميع أن المنوفية يتمتع غالب أهلها بأعلى نسب تعليم بكافة مستوياته، وهذا نابع من ظروف وأسباب كثيرة منها ضيق الرقعة الزراعية ومحدودية فرص العمل داخل نطاق المحافظة ،وتعد محافظة طاردة للسكان فى المقام الأول، حيث تجاوز تعدادها الـ4 ملايين نسمة بحسب آخر تعداد رسمى، يتجه قطاع كبير منهم إلى اللحاق بالميرى وترابه منها الكليات العسكرية والشرطة أو التجنيد فى الجيش، وشرائح أخرى تتجه إلى الجهاز الإدارى للدولة، ويمتاز المنايفة بالحرص على أداء الأعمال والتفوق فيها والإتقان الدائم بشكل يعكس شخصية المواطن المنوفى الذى ما يكون دائماً مستقبل أسرته أمام عينيه ومع هذا التوجه خلال عقود طويلة تراكمت الصلات والاتصالات مع المركز «القاهرة»،
وتأكيداً لما سبق حكم مصر 2 من رؤساء الجمهورية السابقين بالإضافة إلى المستشار عدلى منصور الذى تولى المنصب لفترة انتقالية عقب عزل «مرسى»، أضف على ذلك عشرات الحقائب الوزارية ومثلها من المناصب المهمة فى الدولة التى ينتمى شاغلوها إلى محافظة المنوفية.
كل ما سبق أدى إلى أن يكون الوقوف مع الدولة المصرية وتدعيم قوتها وتماسكها، أحد أهم مكونات شخصية المواطن المنوفى، والأمثلة على ذلك كثيرة وكان آخرها سنوات الاضطراب الأخيرة ورفضها لتنصيب محافظ إخوانى والاعتصام أمام المحافظة لنحو 18 يوماً قبل مظاهرات 30 يونيو التى أدت إلى خلع محمد مرسى، وما ذكرناه يدفعنا إلى أن نرفع نداء إلى القيادة السياسية بضرورة الاهتمام بالمنوفية واستثمار ما بها من إمكانيات بشرية وجغرافية واقتصادية، كما أننا نهتف صارخين من تردى وضعف الأداء التنفيذى والإدارى بمحافظة المنوفية فى أعقاب ثورة 30 يونيو بسبب سوء أداء من تولى منصب المحافظ أو غير ذلك من المواقع التنفيذية، الأمر الذى تسبب فى خلق طبقة عازلة بين أحلام وطموحات وتطلعات الأهالى فى المنوفية وبين ما تعلنه القيادة السياسية من أفكار ورؤى ومشروعات وما تبعه من تردٍ كبير فى الخدمات الجماهيرية المباشرة للمواطن الذى كان ينتظر الكثير، ويكفى على المنوفية أنها ظلت خلال 9 أشهر من الاضطراب فى فترة حكم الإخوان بدون محافظ حتى تعيين الدكتور أحمد شيرين فوزى، والآن تعود من جديد بدون محافظ بعد القبض على هشام عبدالباسط واستكمالاً لمسلسل التردى أيضاً مدينة شبين الكوم عاصمة الإقليم بدون رئيس مدينة منذ أكثر من 6 أشهر كاملة بعد خروج رئيس المدينة السابق على المعاش، أيها السادة رفقاً بالمنوفية وأهلها فهم يستحقون الكثير.
أمين حزب التجمع بالمنوفية