«العتبة».. «سوق الغلابة» دون زبائن والبائعون: «الناس ملهاش نفس تشترى»
الأسعار تضاعفت فى سوق العتبة
«فرشة الغلابة»، هكذا أطلق بائعو الملابس فى العتبة على أنفسهم، فأسعارهم لا تقارن بغيرها فى مختلف أسواق الملابس الأخرى، فطوال أعوام مضت كان سوق ملابس العتبة هو الأشهر حيث يأتى إليه «الغلابة» من كافة أنحاء الجمهورية لشراء ملابس جديدة «على قد الإيد»، وغم كونه ما زال أحد أرخص الأسواق إلا أن الركود ضربه بعنف، مقارنة بالأعوام الماضية، وهو ما قاله محمد حسين، صاحب فرشة ملابس ويعمل فى السوق منذ 16 سنة، لم ير فيها موسماً مثل الذى يعيشه الآن: «الموسم السنة دى يعتبر لسه مابدأش رغم إن العيد فاضل عليه أيام والزبون تحس إنه ملوش نفس يشترى».
«حسين»: «بقينا عايشين بالعافية ولا عارفين ناكل ولا نشرب» «محمود»: «الناس بتصعب عليا».. و«على»: «الظروف صعبة على الكل»
يقضى «حسين» نهاره وليله بجوار فرشته، إما واقفاً يعرض بضاعته على المترددين عليه، وإما نائماً فى الساعات المتأخرة من الليل حتى يبدأ يومه الثانى باكراً، وهو مجهود بدنى يتحمله الشاب الثلاثينى فى محاولة لتوفير النفقات فى موسم «فقير» من حيث البيع، مضيفاً: «بقينا عايشين بالعافية ولا عارفين ناكل ولا نشرب»، ورغم كونه بائع ملابس إلا أنه يعانى كغيره من ارتفاع أسعارها عندما يشتريها لأبنائه، حسب قوله، فهو لديه من الأبناء ثلاثة، فى العام الماضى كان يكفيهم من المال 1000 جنيه فقط، يشترى لكل واحد منهم ما يزيد عن حاجته وهو الأمر الذى لم يعد متوافراً هذا العام، وأوضح: «رغم إن فرشتى بتاعت الغلابة والفقراء، بس عشان واحد يكون عنده 3 عيال زيى وييجى يكسيهم هيحتاج له 4 آلاف جنيه على الأقل وهيجيب لكل واحد طقم بالعافية».
تضاعفت الأسعار فى سوق العتبة كما تضاعفت فى غيره من الأسواق، كما يقول «حسين»، فسعر البنطلون الذى كان يشتريه بـ75 جنيهاً ليبيعه بزيادة بسيطة، أصبح سعره الآن 120 جنيهاً، ويتوقع أن يزيد أكثر، وبعد أن كان سعر «التيشيرت» لا يتعدى الـ35 جنيهاً فى جملته، أصبح سعره 65 جنيهاً، ما يجعل «حسين» مضطراً لرفع الأسعار على الزبائن، محاولاً إقناعهم بأن الأمر خارج عن إرادته ومتحملاً ردود فعلهم المختلفة.
على فرشة أحذية، وقف محمود جمال، صاحب الـ27 عاماً، يحدث نفسه، بعدما أخذت منه قوات الشرطة فرشة له بما عليها من بضاعة، لتزيد من همومه فى الأيام «قليلة البيع»، حيث تتعدى خسارته فى هذه الحالة ألفى جنيه، حسب قوله، إلى جانب موسم العيد الذى قارب على الانتهاء ولم يدر عليه الربح المعتاد، وقال: «رمضان الأول هنا ماكنتش تعرف تمشى من كتر الناس والسنة دى الكلام ده مش موجود وهو ما سبب العديد من الأزمات، لأنه لم يتمكن حتى الآن، فى هذا الموسم من سداد ديونه التى اشترى بها البضاعة».
ارتفاع الأسعار لم يجعل «محمود» حزيناً على حاله فقط، وإنما امتد حزنه على ما يراه طيلة اليوم فى وجوه المواطنين المترددين عليه، لا سيما أن أسعار الأحذية لديه قد تضاعفت، فحذاء الأطفال الذى كان يبيعه بـ25 جنيهاً العام الماضى أصبح سعره هذا العام 45 جنيهاً، وعبر عن غضبه، قائلاً: «الناس بتيجى هنا بتصعب عليا وخاصة لما ألاقى واحد معاه ابنه شبطان فى الكوتشى ومش عارف يجيبهوله».
موسم عيد الفطر كان يبدأ فى أسواق العتبة قبل بداية شهر رمضان، وهو ما لم يحدث هذا العام، وفق قول على خلف، صاحب واحدة من فرشات الملابس.