«كحك العيد».. حيلة دار مسنين لإنقاذ المشردين: ما فرّقه الشارع.. يجمعه «الفرن»
نزيلات الدار يخبزن الكحك احتفالاً بالعيد
زاروا مطاعم كباقى المواطنين لتناول طعام الإفطار بعيداً عن الروتين المنزلى، والتفوا حول «الطبلية» وصيجان الكعك احتفالاً بقدوم عيد الفطر، هكذا عاش نزلاء دار «معانا لإنقاذ إنسان» لحظات من السعادة والبهجة، فى محاولة من مسئولى الدار لمساعدة المشردين الذين انتشلتهم من الشارع، ودمجهم فى المجتمع، والتخلص من مشاعر الكره التى تتملك بعضهم تجاه الآخرين.
«من حقهم يفرحوا بطقوس رمضان والعيد، ويحسوا إنهم زينا فى كل حاجة»، حسب المهندس محمود وحيد، رئيس مجلس إدارة دار معانا لإنقاذ إنسان، حيث أوضح أن مسئولى الدار اصطحبوا النزلاء أكثر من مرة لتناول وجبة الإفطار وسط المواطنين، وتركوا لهم حرية اختيار الطعام، فى محاولة لإشعارهم أنهم مواطنون طبيعيون يحق لهم الخروج من الدار والرجوع إليها.
وفّرت الدار أيضاً كافة مواد تحضير وعمل كعك العيد، وقامت النساء والفتيات بنقشه وتسويته داخل الفرن، الطقس الذى تعيشه آلاف الأسر المصرية فى العيد، بالإضافة إلى أنشطة عديدة تكفلها الدار، وفقاً لـ«وحيد»، مثل الرسم، ممارسة الرياضة، وتوفير شاشات سينما لعرض الأفلام، لمساعدة النزلاء وعلاجهم من الأمراض النفسية التى أصابتهم بسبب وجودهم فى الشارع، وإشعارهم أن هناك حياة جديدة يجب أن يحيوها.
دار «معانا لإنقاذ إنسان» تحاول مساعدة النزلاء ودمجهم فى المجتمع
رد فعل إيجابى يرصده مسئولو الدار من النزلاء باستمرار بعد إشراكهم ودمجهم فى المجتمع، أو ممارسة رياضة أو هواية بعينها، حسب رئيس الدار، ولأن لكل قاعدة شواذ، فإن بعض المشردين يرفضون اتباع النظام، سواء فى الاستحمام أو تناول الطعام والنوم فى موعد محدد، ويحاول مسئولو الدار التعامل معهم بنوع من الحكمة، لإقناعهم باتباع السلوك الصحيح: «تعويض هؤلاء المواطنين عما لاقوه فى الشارع هو هدف كل واحد فى فريق معانا لإنقاذ إنسان».
لا تلجأ الدار لعمل دعاية مكثفة، ونشر إعلاناتها فى كل مكان، كباقى المؤسسات الخيرية فى رمضان وطوال العام، وعلق رئيس مجلس إدارة الدار على ذلك بقوله: «عمرنا ما فكرنا نعمل إعلانات، لأن كل جنيه تبرع بيجيلنا بنشوف إن الحالات أولى بيه، بدلاً من إنفاقه على الإعلانات، والحالة الإنسانية بتتحول حياتها 360 درجة من أول ما بنمد ليها يد العون، وبنعيش حياة كريمة بعد ما بنستقبلها عندنا».