بائع البرتقال في العتبة يشكو "المفطرين" في نهار رمضان
عربة برتقال
سيدة في الثلاثين من عمرها ترتدي حجابًا، اقتربت من عربة عصير برتقال تقف بميدان العتبة، رفقة زوجها، طلبت من الشاب الصغير الذي يقف عليها كوبين من المشروب، الذي يباع بسعر 5 جنيهات للواحد.
تناولاه معًا في نهار رمضان قبل آذان العصر بدقائق معدودة، دون خجل من المارة، وكأنه يوم مثل باقي الأيام التي يباح فيها الإفطار، انتهيا وغادرا وأتى مثلهم أعداد كثيرة على مدار اليوم.
"ببيع للمسلمين أكتر من غير المسلمين".. يقول "عبد الله" إنه يقف منذ التاسعة صباحًا وحتى الواحدة منتصف الليل في مكانه، يٌشغِّل ماكينته، ويوزع مشروبه على المارة بسعرين، 4 و 5 جنيهات.
"شباب صغير بيجي يقف ويطلب عصير عادي"، يوضح عبد الله، أنه أتى من الصعيد بحثًا عن فرصة عمل في المحروسة، وتربى على الصيام منذ صغره، فأصبحت عادة يمارسها دون النظر لتغير الحال من حوله، متابعا: "مقدرش أفطر رغم إن شغلي صعب، والجو حر، بس احنا اتربينا على كده".
ينتظر موعد آذان المغرب ليفطر مع أقاربه، يشتكي من تراجع تدين الناس وسوء أحوالهم عاما بعد عام: "رمضان الحقيقي في الأرياف والصعيد وبس، كل الناس هنا فاطرة".
يحكى أن جميع التجار والبائعين في الميدان يُفطرون بشكل علني، ويجلسون على المقاهي لتناول الشاي وشرب السجائر في نهار الشهر الكريم دون استحياء: "الكبير والصغير والستات والبنات، رمضان مبيعديش عليهم".
إقبال كثيف في فترة الصباح على عربته، خاصة في وقت الذروة، بسبب الارتفاع الشديد في درجة الحرارة خلالها: "الناس بتتحجج بضغوطات الحياة وحرارة الجو، ربنا يطلف بينا".
وتمنى عبد الله، أن يعود سريعًا لبلدته، ليستشعر الأجواء الرمضانية التي افتقدها كثيرًا: "أم واحد صاحبي كل يوم بتبعت لي فطار، عشان عارفة إني صايم".