كواليس اللحظات الأخيرة فى دواوين الحكومة
مسئولو مجلس الوزراء لدى استقبالهم «مدبولى»
شهدت أمس دواوين الوزارات مزيجاً بين الحزن والسعادة، والترقب بعد الإعلان عن التشكيل الجديد لحكومة الدكتور مصطفى مدبولى، بعدما رحل 12 وزيراً عن الحكومة، واستمر فى صفوفها 20 وزيراً من التشكيل الجديد.
فى وزارة المالية، كان عنصر المفاجأة هو الأبرز، خاصة أن رحيل الدكتور عمرو الجارحى من منصبه لم يكن مطروحاً ضمن الترشيحات الوزارية فى الفترة الماضية.
رصدت «الوطن» كواليس اللحظات الأخيرة داخل عدد من الوزارات الاقتصادية قبل إعلان أسماء الوزراء الجدد، ففى وزارة المالية استبق المكتب الإعلامى للوزارة الإعلان الرسمى عن التشكيل وقام بإزالة الصورة الخاصة بالوزير عمرو الجارحى من على الموقع الرسمى للوزارة صباح الخميس، ووضع صورة الدكتور محمد معيط، كوزير جديد للمالية وذلك استباقاً للحلف اليمين للوزراء الجدد.
إزالة صورة «الجارحى» من موقع الوزارة قبل إعلان التشكيل.. و«قابيل» لم يذهب لمكتبه
وكشف مصدر لـ«الوطن» أن وزير المالية السابق زار مكتبه بديوان عام الوزارة للمرة الأخيرة صباح أمس الأول وقام بتحية جميع الموظفين والعاملين بديوان عام الوزارة، ثم جمع متعلقاته من مكتبه وغادر الوزارة للمرة الأخيرة.
فى حين قال الدكتور محمد معيط، وزير المالية الجديد، إن تحقيق التنمية البشرية سيكون القضية المحورية لعمل وزارة المالية فى الفترة المقبلة وأضاف إن وزارة المالية ستعمل على تدبير التمويل المطلوب لسرعة الانتهاء من جميع المشروعات العامة، خاصة المتعلقة بالخدمات الجماهيرية كالصحة والتعليم والإسكان التى بدأ العمل بها فى السنوات الأخيرة ولم تستكمل بعد حتى يشعر المواطنون بثمار ما حققته مصر من إصلاحات اقتصادية إلى جانب تنفيذ برنامج الحكومة الجديدة والذى يتضمن العديد من المحاور، على رأسها تعزيز شبكة الحماية الاجتماعية وتحسين مستويات المعيشة وإيجاد المزيد من فرص العمل الحقيقية لخفض معدلات البطالة لأدنى مستوى ممكن باعتبار توفير فرص العمل هى السبيل الأمثل والمستدام لخفض معدلات الفقر إلى جانب التحرك بخطى متسارعة نحو تحقيق التنمية المستدامة.
«الجندى»: لست حزيناً والإعلام «حرَّف» تصريحاتى.. وخالد فهمى: «ياسمين» تلميذتى ولن أتأخر عن نصحها
وقال إن وزارة المالية ينتظرها العديد من الملفات المهمة، مثل ملف قانون التأمين الصحى الجديد، إلى جانب الإسراع فى تطوير منظومة التأمينات الاجتماعية، واستكمال حزمة الإصلاحات الضريبية المنتظرة، خاصة ما يتعلق بوضع نظام ضريبى مبسط للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وقانون جديد للجمارك.
وقال المهندس عمرو نصار، وزير الصناعة والتجارة الجديد، إنه يعلم مدى أهمية مهامه الفترة المقبلة وإن التحدى كبير لفتح أسواق جديدة أمام الصادرات المصرية الفترة المقبلة.
وأضاف فى تصريح لـ«الوطن» عقب أدائه اليمين الدستورية أن مهمته الأولى هى جذب مزيد من الاستثمارات إلى السوق المصرية بما يرفع تنافسية المنتج المصرى فى الأسواق الدولية.
وأشار «نصار» إلى أنه يستهدف أيضاً عدداً من الملفات المهمة، منها صناعة السيارات المصرية وإعادة التوازن بين المؤسسات الإنتاجية والتجارية على حد سواء.
فيما قال مصدر بوزارة التجارة والصناعة إن الوزير طارق قابيل حضر إلى مكتبه أمس الأول، وقام بجمع متعلقاته، بعد عودته من إجازة قصيرة فى دبى، كما أكد المصدر أن الوزير لم يحضر ديوان الوزارة أمس.
«معيط»: سأستكمل تمويل مشروعات الصحة والتعليم و«نصار»: الصادرات وصناعة السيارات فى مقدمة أولوياتى
وفى وزارة قطاع الأعمال العام كان خبر اختيار هشام توفيق، المساعد الأسبق لبطرس غالى، وزير المالية الأسبق، أكبر مفاجأة للعاملين والموظفين بديوان عام وزارة قطاع الأعمال العام وأكد مصدر بالوزارة أن مكتب الوزير الإعلامى لم يعلم بالتغيير المفاجئ سوى بعد الإعلان الرسمى.
فى وزارة التنمية المحلية، بمجرد توجه الوزير الجديد اللواء محمود شعراوى إلى قصر الاتحادية لحلف اليمين، جمع اللواء أبوبكر الجندى، الوزير السابق، متعلقاته من مكتبه بالوزارة، حيث عقد اجتماعاً سريعاً مع قيادات الوزارة، قائلاً لهم: «سعدت بالعمل معكم والسعادة الأكبر هو حجم الإنجاز الذى تم تحقيقه خلال تلك الفترة»، وأضاف «الجندى» أن كافة العاملين والقيادات بالوزارة هم سبب كل الإنجازات التى تحققت خلال الشهور الماضية، وأشار «الجندى» إلى أنه حرص فترة توليه على العمل بروح الفريق لاستغلال قدرات كافة العاملين والقيادات لتنفيذ المهام المطلوب تنفيذها».
وشدد «الجندى» فى تصريحات لـ«الوطن» «عدم حزنه» على الفترة التى قضاها مسئولًا عن الحقيبة الوزارية، رغم قصرها.
وقال «الجندى»: «أنا جيت 14 يناير ومشيت فى 14 يونيو، ومش حزين إطلاقاً».
وتابع «الجندى» قائلاً: «عمرى ما هبقى زعلان لكن الجميع يعلم أننى قدمت جهداً كبيراً منذ اليوم الأول لوجودى على مقعد الوزارة، وأحمد الله على هذه الفترة، فأنا أعمل فى العمل العام منذ 50 عاماً، وأفتخر بكل لحظة وجدت فيها فى أى موقع حكومى، وأنا فى قرارة نفسى معتز بما قدمته فى التنمية المحلية طوال الفترة الماضية».
وتابع: «بصراحة، بعض وسائل الإعلام قامت باجتزاء تصريحاتى خلال الفترة الماضية بل وبعضها قام ببترها، لكنى فى النهاية غير حزين».
الوضع فى وزارة البيئة كان مغايراً، حيث سادت حالة من الارتباك فور الإعلان عن رحيل الدكتور خالد فهمى وتقلد الوزيرة ياسمين فؤاد المنصب الجديد، خاصة أن الوزارة على أعتاب تنظيم مؤتمر التنوع البيولوجى فى نوفمبر المقبل، والذى يعتبر إحدى أهم الفعاليات البيئية فى العالم.
وقال الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة السابق، إن خطته المستقبلية عقب ترك الوزارة واضحة، حيث سيعود لممارسة عملة أستاذاً بمركز دراسات البيئة وإدارة الموارد الطبيعية بمعهد التخطيط القومى.
ووجه «فهمى» عبر «الوطن» التهنئة للوزيرة الجديدة ياسمين فؤاد، قائلاً إنها لم تكن فقط مساعدة وزير البيئة للتنمية المستدامة والاتصالات الخارجية، بل تجمعنى بها صداقة منذ 20 عاماً، فهى تلميذتى ومثل شقيقتى، ولن أتأخر أو أتوانى عن تقديم النصيحة لها فى أى من ملفات الوزارة المختلفة والمتعددة.