باعة المولد مثل البلياتشو.. «الوش بيضحك والقلب حزين»
«مدد يا سيد يا بدوى مدد».. نداء لا بد أن يُسمع بساحة مولد السيد البدوى المقام حالياً بطنطا، قد يكون من الزوار الذين يأتون من كل فج عميق، آملين أن تتحقق حوائجهم، أو من باعة المولد الذين يأتون راسمين الابتسامة على وجوههم، لإسعاد القادمين رغم ما يحملونه من همّ يثقل صدورهم.
«طالب بالنهار وبائع طرابيش بالمولد»، هذا هو حال محمد الطالب فى الثانوى الأزهرى، والذى جاء من الشرقية، ليبيع طرابيش فى المولد لينفق على مرض والدته ويوفى متطلبات أشقائه، يسعى «محمد» لدخول كلية الشريعة والقانون ليصبح محامياً كبيراً.
خلال انتخابات مجلس الشعب 2005، بترت ساق والد محمد فى مشاجرة كبيرة نشبت بين المرشحين، وهى الدافع وراء عمله فى هذه المهنة، وبالرغم من أن كثيرين اقترحوا عليه أن يلجأ لضريح السيد البدوى لحل مشكلته، لكنه رفض معلقاً: «لا أدخل المقام ولا الضريح فنحن لا نعترف بما يحدث فى الموالد»، مشيراً إلى أن وجوده فى المولد للتجارة فقط وحجم ما يبيعه فى المولد يساوى ما يبيعه على مدار العام كله.
إيمان سلامة، بائعة البمب تعمل منذ 20 عاماً فى هذا المجال، تتحدث عن أغرب المواقف التى مرت بها فى المولد، فقد عثرت على طفل حديث الولادة، وقررت أن يكون هذا الطفل هو ابنها الخامس، بالرغم من حاجتها المادية الشديدة حيث تسكن هى وعائلتها فى غرفة واحدة فى محافظة المنوفية، وأحياناً تلجأ للخدمة فى البيوت: «كل حلمى فى الدنيا كشك صغير يوفر قوت عيالى بدل بهدلة النوم فى الشوارع والتحرشات».
«أم نبيل» التى تعمل فى بيع الطرابيش، أيضاً تعيش حالة حزن منذ وفاة ابنها الوحيد عن عمر 28 عاماً، وهو ما اضطرها إلى العمل حتى لا تكون عالة على أزواج بناتها الثلاث، السيدة الستينية أكدت أنها تعودت على الشقاء والسفر من بلد لآخر وراء الموالد.