«استديوهات التصوير».. المواجهة بصور الـ«6X4»
أيمن محمد.. فنان بدرجة مصور
«اضحك.. الصورة تطلع حلوة»، شعار اعتاد أن يردده أمام كل زبون يأتى إليه ليلتقط صورة لنفسه أو لأبنائه، يمر عليه العديد من الشخصيات يومياً بمختلف أشكالهم وأوضاعهم الاجتماعية، يطلبون نفس الطلب «عاوزين صورنا تطلع حلوة»، ليبتسم لهم ابتسامة خفيفة مردداً «من عينى»، على هذا الحال تمضى أيام أيمن محمد، 42 عاماً، فى الاستديو الذى يملكه بشارع التحرير بميدان الدقى، ويقول: «عندى طفلين بربيهم من مهنة التصوير اللى ما أعرفش غيرها»، مؤكداً أن استديوهات التصوير التقليدية ما زالت تحافظ على مكانتها، رغم تقدم التكنولوجيا، وما يساعدها على ذلك تقديم خدمة التصوير «4*6» المعتمدة لدى الجهات الرسمية.
ينتقل «أيمن» يومياً من بيته الكائن فى مطار إمبابة لمقر عمله بالدقى، بحثاً عن الرزق الذى تضاءل بمرور الوقت، إذ يحكى عن تجربته الأولى فى التصوير، بقوله: «دخولى مجال التصوير كان صدفة منذ نحو 25 سنة، كان شراكة بينى وبين صاحبى واتحولت من هواية لوظيفة ومصدر رزق».
مهنة التصوير بالنسبة لـ«أيمن» لا تتوقف فقط عند التقاط الصورة، بل تعتمد بشكل أساسى على الحس الفنى للمصور وذوقه، معبراً بقوله: «اللى كان بيميز مصور عن مصور زمان اللمسة الفنية اللى بيقدر يحطها على الصورة وإنه يوصل من خلالها لرضا الزبون أو الشخص اللى بيصوره»، وأوضح أن المهنة بشكل أساسى تعتمد على رضا الزبون، ويوضح «فيه ناس كتير بعد لما تستلم صورها ساعات مابتعجبهاش، فبحاول أوصل معاهم لحل يرضيهم وممكن أصورهم تانى من أول وجديد».
«المهنة زمان كان لها طعم مختلف»، هكذا استرسل أيمن فى حديثه وذكر أن عملية التصوير فى الماضى كانت تتم من خلال الفيلم الذى يوجد داخل الكاميرا ومن ثم يتم تحميضه داخل المعمل لاستخراج الصور والنيجاتيف، ويوضح قائلاً «على قد ما كان مرهق وبياخد من أسبوع لأسبوعين عشان الصور تطلع إلا أن الموضوع كان ممتع»، وأوضح أنه مع اختلاف الزمن وظهور التكنولوچيا كالموبايلات والكاميرات الحديثة والديچيتال، أصبح بإمكان أى شخص أن يصور نفسه بسهولة، وبالتالى اختلف زبون أمس عن اليوم، «الناس كانت بتيجى زمان اللى بيحب يتصور هو وعيلته أو يحمض صور المصيف والخروجات والأفراح لكن دلوقتى الحال اختلف والزباين قلت وأغلبهم بيتصوروا صور رسمية»، ويتابع قائلاً: «معامل التحميض زمان كانت هى كل حاجة فى التصوير.. دلوقتى وبالتحديد من 15 سنة الشغل كله بقى آلى وبنظام الماكينات.. ولكن ذكريات التحميض والبقاء بجانب الصورة فترة لحين خروجها للنور كانت من أجمل اللحظات والذكريات اللى عشناها مع المهنة»، وفى ختام حديثه عبر عن أهمية مواكبة المتغيرات حتى تظل المهنة مستمرة «أكيد هتفضل موجودة، ولكن لازم دايماً تجدد من نفسك مع التطورات، وتواكب التكنولوچيا عشان الزباين تجيلك تانى».