«كرديدة» بالشرقية.. محطة صرف تحت الإنشاء منذ 10 سنوات
أعمال محطة الصرف توقفت أكثر من مرة
على مساحة شاسعة بمدخل قرية كرديدة التابعة لمركز منيا القمح، تقع محطة الصرف الصحى بالقرية، 3 مبانٍ تتراكم أمامها مواد البناء وشكائر الأسمنت وحولها مجموعة من الحفر العميقة بداخلها مواسير أكلها الصدأ بفعل العوامل الجوية ومرور الزمن. أبواب المحطة الموصدة، وواجهتها الصدئة عكست حرمان الآلاف من الأهالى من خدمة الصرف الصحى لمدة 10 سنوات كاملة دون الانتهاء منها.
«خيبة أمل كبيرة»، هكذا وصف السيد درويش، 34 عاماً، من أهالى القرية، وضع المحطة المهجورة رغم مرور أكثر من 10 سنوات كاملة على بداية إنشائها، لافتاً إلى أن بداية العمل فى المشروع صاحبتها فرحة ولمحة أمل: «مشروع الصرف الصحى حلم طال انتظاره منذ سنوات طويلة، وبمجرد البدء فى تشييد مبنى المحطة انبعث الأمل فى نفوس الأهالى وظننا أننا سنتخلص من مشكلة الصرف الصحى التى حولت حياتنا إلى جحيم، إلا أن أحلامنا تحطمت على صخرة الانتظار». «داخل المحطة، ثلاثة مبانٍ بالطوب الأحمر والصبة الخرسانية، تضم مضختَى رفع ومواسير لتركيب الوصلات بالشوارع، تم الانتهاء من تركيب مساحات كبيرة بالفعل»، هكذا وصف محمد السيد غنيمى، 53 عاماً، من أهالى القرية، المحطة من الداخل بعد توقف الإنشاءات، لافتاً إلى أن منازل وشوارع القرية كانت غارقة فى مياه الصرف التى تسربت إلى أساسات المنازل قبل إنشاء المحطة، وبعد تفاقم المشكلة تدخّل أحد الأهالى وتقدم بطلب للهيئة لإنشاء مشروع صرف صحى، وتمت الموافقة، وقام الأهالى بتوفير قطعة الأرض اللازمة لإقامة محطة الصرف ومساحتها 7 قراريط، وبالفعل تم البدء فى الإنشاء مع بداية عام 2009 وتم الانتهاء من الإنشاءات بنسبة 90% وتوقفت الأعمال بعد ذلك. وأضاف: «تقدمنا مؤخراً بعدة شكاوى للجهات المختصة، وأعلن اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية، تخصيص مليون جنيه لإنهاء المشروع خلال شهر، وفقاً لتوجيهات الدولة بسرعة نهو المشروعات المفتوحة، وذلك خلال شهر ديسمبر الماضى، ومرت 4 أشهر كاملة وما زال وضع المحطة كما هو دون تغيير». وأوضح أن أحد الموظفين بالمحافظة أكد سحب المشروع من الشركة المنفذة وإسناده إلى شركة أخرى وأنه من المقرر الانتهاء منه فى سبتمبر المقبل.
ربة منزل من سكان القرية، رفضت نشر اسمها، أكدت أنهم يضطرون لكسح الطرنشات الموجودة بمنازلهم مرتين أو ثلاث مرات فى الأسبوع، تكلفة المرة الواحدة تتراوح ما بين 35 و40 جنيهاً: «قبل ارتفاع الأسعار كانت تكلفة الكسح للمرة الواحدة 10 جنيهات، ثم زادت تدريجياً مع توقعات بزيادة التكلفة بعد ارتفاع الأسعار المنتظرة منتصف هذا العام»، ومضت قائلة: «زوجى على باب الله، يوم فيه شغل ويوم مفيش، والصرف محتاج ميزانية لوحده غير فواتير المياه والكهرباء ونفقات الطعام وغيرها، ونضطر فى بعض الأوقات لكسح الصرف بالجراكن وإلقائها فى غرف مواسير الصرف الصحى فى الشارع الرئيسى».
ولفت «عبدالمنعم أبوعبده» إلى مشكلة أخرى تواجه الأهالى وهى تلوث مياه الشرب، التى يميل لونها إلى الأصفر، فضلاً عن تغير طعمها، بسبب اختلاطها بمياه الصرف الصحى، وأضاف أن الأهالى اضطروا لإنشاء محطتين لفلترة المياه بالجهود الذاتية لضمان الحصول على كوب مياه نظيف، فيما يتم استخدام المياه الأخرى فى الأعمال المنزلية مثل «الغسيل وتنظيف الأرضيات»، لافتاً إلى أن بعض الأهالى اضطروا أيضاً لعمل طلمبات حبشية للحصول على المياه نظراً لانقطاع المياه بشكل متكرر.
السيد درويش، عضو مجلس إدارة مركز شباب القرية، أوضح أن مياه الصرف أثرت على ملعب كرة القدم، مشيراً إلى أنه من المفترض تأجير الملعب للشباب بـ40 جنيهاً فى الساعة، ما يساهم فى توفير دخل مناسب لمركز الشباب، يُستخدم فى تطويره، إلا أن تعرّض الشباب أثناء اللعب للكسور والجروح، جعلهم يعزفون عن التوجه إلى الملعب، ما تسبب فى زيادة مديونية المركز لأكثر من 25 ألف جنيه نظير تشغيل الملعب.
وتابع: «تم إنشاء الملعب منذ 4 سنوات بتكلفة 250 ألف جنيه، واتضح بعد تسلم الملعب مبدئياً، عدم مطابقته للمواصفات، ما دفع المقاول إلى الامتناع عن تسليمه بشكل نهائى، رغم مرور 4 سنوات، حيث كان من المفترض أن يتم التسليم بعد عام واحد فقط على أن يلتزم المقاول بإصلاح أى عيوب حال ظهورها خلال هذا العام، إلا أنه تحجج بتسبب مياه الصرف فى عيوب فنية بالموقع»، وحمّل المسئولية لمديرية الشباب والرياضة التى تعاقدت مع المقاول، مشيراً إلى ظهور عيوب فى أرض الملعب، لافتاً إلى أن الأهالى تقدموا بطلب لإصلاح هذه العيوب على نفقتهم الخاصة، إلا أن الطلب قوبل بالرفض من قبَل مسئولى الشباب والرياضة.
مصدر بديوان عام محافظة الشرقية، أكد أن المحافظة تعمل على حل مشكلة الصرف الصحى بالقرية والإسراع فى إنهاء المشروع، وذلك قبل نهاية العام الحالى، للقضاء على المشكلة التى أرّقت سكان القرية منذ سنوات طويلة.